لكل السوريين

تصعيد خطير تمارسه قوات النظام وحلفائها على إدلب وبوادر معركة محتملة

تقرير/ عباس إدلبي

صعدت قوات النظام قصفها على المناطق المأهولة والمكتظة بالسكان في الفترة الاخيرة بجميع انواع الاسلحة وعبر الطيران الحربي الروسي، واستهدف الطيران الحربي مدينة ادلب في خطوة خطيرة تنذر بالتصعيد من كلا الطرفين.

وقد ترافق القصف مع انتشار كثيف لطيران الاستطلاع في أجواء مدينة ادلب، حيث قامت قوات النظام في السابع من شهر أيلول الجاري وفي الساعة العاشرة ليلاً بقصف مركز المدينة بأكثر من عشرين صاروخاَ، مخلفةً دماراً كبيراً في الممتلكات وضحايا مدنيين بينهم أطفال ونساء ومن بين تلك الضحايا الدكتور نور الدين غفير وولده الذين قتلا بالقصف على المدينة.

وبالنسبة للوضع العام على خطوط التماس مع قوات النظام فقد شهدت تلك المناطق حشود عسكرية من كلا الطرفين تخللها اشتباكات عنيفة على طول تلك الخطوط.

وللوقوف حول تلك التحركات وعن مستقبل المنطقة التقى مراسل صحيفة السوري مع أحد القادة العسكريين في منطقة جبل الزاوية الملازم أول رفعت والذي حدثنا بدوره عن الوضع الميداني بشكل عام وقاللقد نسفت قوات النظام جميع الجهود المبذولة لوقف الاعمال القتالية، والتي نص عليها بيان مؤتمر استانة وقبله سوتشي”.

وبحسب القائد العسكري أن قوات الحكومة السورية خرقت الاتفاق وجميع بنوده “الأمر الذي دفعنا للرد بالمثل على تلك الخروقات وأننا نتوعد قوات النظام، بالدفاع عن قرانا وبلداتنا بكل قوتنا ونحذر قوات النظام في حال استمر التصعيد بفتح كل الجبهات وإنهاء جميع الاتفاقيات الخاصة بخفض التصعيد” بحسب رفعت.

أما عن رأي الشارع فقد خرجت مظاهرات في كل من ادلب واريحا وكفر تخاريم وسلقين، نددت بالقصف التي تتعرض لها المناطق المأهولة وخاصة مدينة ادلب، التي تعتبر من أكثر المدن كثافة سكانية حيث بلغ عدد السكان فيها مليون ونصف المليون نسمة.

وقد طالبت تلك المظاهرات القوات التركية المنتشرة في إدلب وأريافها بالرد على مصادر النيران وكبح جماح قوات النظام، كونها الضامن والمفاوض باسم المعارضة، وقال مدير المركز الاعلامي لقوى الثورة السورية عمر البيوش “أن القوات التركية إذا ما أخذت دورها بحماية المدنيين سوف نعتبرها شريك بقتلنا وصمتها لا مبرر له”.

في ظل تلك الهجمة الشرسة قال عمر “إن الطيران الحربي الروسي كان قد كثف من طلعاته الجوية مستهدفاّ المخيمات، وأماكن التجمعات السكنية، والتي كان آخرها مخيم حربنوش وأن الطيران الحربي الروسي، ما كان سينفذ تلك الهجمات على المدنيين إلا في حال إعطاء تركيا الضوء الأخضر له”.

 معلّلاً كلامه “إن القوات التركية سوف نصنفها عدواً لنا أن لم توقف تلك الهجمات، وتأخذ دورها الذي وعدت به الشعب السوري بحمايته، والتي دخلت بموجبها مناطقنا وقد وجهنا رسالة خطية لقائد القوات التركية في ادلب شرحنا من خلالها رؤيتنا ومطالبنا”.

ولا زالت عشرات الصواريخ والقذائف تنهال على المواطنين في إدلب والمجتمع الدولي صامت، وكأن الشعب السوري أصبح أرقاماً دون أي رسالة أو استنكار لما يحدث في إدلب، ولكن الوضع كما يرى مراقبون، ينذر بانفجار قد يشعل المنطقة برمتها ولن يستثني أحد بما فيها القوات التركية في ادلب.