لكل السوريين

التركة الترامبية الثقيلة

لطفي توفيق

من المقرر أن يغادر الرئيس ترامب البيت الأبيض غداً..

ومن المتوقع أن يغادر واشنطن فجر غد..

في رحلته الأخيرة على متن طائرة الرئاسة

دون أن يحضر حفل تنصيب خلفه الديموقراطي جو بايدن

ليصبح أول رئيس منذ مئة وخمسين عاماً.. يقاطع حفل تنصيب خلفه الذي ترك له إرثاً ثقيلاً داخل الولايات.. وخارجها.

وقد يزداد هذا الإرث ثقلاً إذا ترافقت مغادرته مع أعمال شغب أو عنف.

في الداخل.. ترك ترامب لخلفه أمة منقسمة على نفسها..

مطعونة بديموقراطيتها..

متذكّرة خطاب العنصرية.. والعنف..

تحولت عاصمتها إلى ما يشبه المعسكر..

تقبع تحت مراقبة مشددة..

وتطوقها الشرطة المدعومة بآلاف الجنود.

وتطلب وزارة دفاعها من حكام الولايات إرسال المزيد من القوات للمساعدة في حماية مبنى الكابيتول.. والمدينة.

وعلى الصعيد الدولي.. انسحب الرئيس ترامب من المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة التقليدية.. ومن معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا..

ومن مجلس حقوق الإنسان.. ومنظمة اليونسكو..

وقطع علاقاته مع منظمة الصحة العالمية.. والميثاق العالمي للهجرة.

وباختصار…

أجرى الرئيس الأميركي “دزّينة” انسحابات من اتفاقيات ومعاهدات دولية.

وترك لخلفه صورة.. غير ملونة.. لبلاده في عيون العالم.

وانطباعاً عن دولة لا تحترم تعهداتها.

ووزع عقوباته بسخاء ذات اليمين.. وذات الشمال..

وأعطى ما لا يملك.. لمن لا يستحق.

فسجّل القدس الفلسطينية.. باسم نتنياهو..

وتنازل له الجولان السورية..

ليدعم كل منهما الآخر في موقفه الانتخابي.

وفشل ترامب ورحل عن البيت الأبيض

وسيلحق به نتنياهو في القريب.. على الأرجح.

نتنياهو.. حسم أمره.. وأزال صورة تجمعه مع ترامب كانت تتصدر حسابه على تويتر قبل يوم من المساءلة الثانية ل ترامب بعد اقتحام الكونغرس.

والسعودية تخلصت من الملف القطري.. قبيل رحيل ترامب عن البيت الأبيض..

ودون أن تنفذ قطر أي شرط من شروط إعادتها إلى البيت الخليجي

وأردوغان بدأ يغازل الاتحاد الأوروبي بعد طول خلاف..

ويعلن استعداده لإعادة العلاقات معه إلى مسارها..

فماذا سيفعل حكام المنطقة الذين وضعوا “كل البيض.. في السلة الترامبية”

هل يتحولون إلى مهرجين.. يشمتون بالذاهب.. ويرقصون للقادم.

لننتظر.. ونرى.