بسبب عدم حاجته للماء.. كوباني تشهد إقبالا واسعا على زراعة السمسم
شهدت كوباني في الفترة الأخيرة إقبالاً كبيراً على زراعة السمسم، ويرجع ذلك إلى مردوده المالي الكبير، وتكاليفه المنخفضة، ولا يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء في المنطقة التي تشهد حالة جفاف بعد خفض تركيا لمنسوب مياه الفرات عن الأراضي السورية.
يعتبر السمسم من المحاصيل الزيتية المهمة في العالم، حيث تحتوي بذوره على أكثر من50 بالمئة من الزيت، بالإضافة إلى دخوله في الصناعات الغذائية مثل الطحينية والزعتر والحلوى والفطائر ولا تحتاج زراعته إلى تكاليف باهظة بل تزيد من خصوبة الأرض وتساعد الفلاحين على زيادة إنتاج المحاصيل الشتوية، ويستفاد من نباتها كعلف.
ومنذ قرابة العامين، شهدت مناطق مختلفة في شمال وشرق سوريا إقبال المزارعين على زراعة مادة السمسم بشكل كبير بسبب سهولة زراعته ومجهودها القليل وسعره المرتفع.
كما كان لانخفاض منسوب مياه نهر الفرات تأثير كبير على الآبار المائية وتسبب بجفاف العديد منها، لذا يلجأ المزارعون إلى زراعة السمسم لأنه لا يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء.
يقول الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في إقليم الفرات، عمر محمود كنجو، إن “مساحة زراعة السمسم بلغت هذا العام بين 30 ألف دونم إلى 40 ألف دونم في كوباني”.
وأشار كنجو إلى أن “الدوافع التي جعلت الفلاحين يزرعون السمسم هي أن جميع أنواع الأتربة صالحة لزراعة السمسم، ولا تحتاج إلى الماء كثيراً، مدة اكتماله قصيرة 3 أشهر، يزرع بعد المحاصيل الشتوية مثل القمح والشعير، بالإضافة إلى مردوده المالي المرتفع”.
وأضاف “السمسم ينبت بشكل جيد دون سماد، ويتم سقايته 4 مرات طيلة فترة زراعته، ويحصل المزارع على200 لتر من مادة مازوت لـ 1 هكتار في كل مرة يسقي به المحصول”.
زراعة السمسم في تزايد مستمر
وهناك فوائد لمادة السمسم وأهمها تنظيم ضغط الدم، والمحافظة على صحة القلب، وتنظيم مستويات الهرمونات، وخفض مستوى الكولسترول، ومحاربة الالتهابات ومحاربة السرطانات كما يعزز من فعالية أدوية السكري.
ويعد السمسم مصدراً غنياً بالبروتين ومصدر غني بالألياف والمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة، ويحتوي على مادة المنغنيزيوم والسلينيوم.
ويقول المزارع أحمد بشار من أهالي قرية حُنكُش الواقعة غرب كوباني (33 كليو متراً) “نبدأ بزراعة السمسم في بداية شهر حزيران، ونحرث الأرض بشكل جيد، بعدها نقوم برش السمسم على الأرض بالأيدي ونضع في كل دونم 5 كغ من السمسم، ونقوم بسقايته مرتين متتاليتين بعد زراعته ثم نتركه حتى يعطش بشكل جيد، بعدها نقوم بسقايته من أجل أن ينمو بشكل سريع”.
وأضاف أحمد بشار “السمسم لا يحتاج إلى السماد، ولكن إذا أضفناه سيكون إنتاجه أفضل، لكن بسبب غلائه لا يمكننا شرائه، وفي تشرين الأول وبعد أن يكتمل نمو المحصول نقوم بجنيه بالطرق البدائية ونبيعه للتجار”.
وأكد بشار أن “أسباب زراعة السمسم في المنطقة بشكل كبير هو أنه لا يحتاج إلى الماء كثيراً، وإنتاجه جيد، ومردوده المالي عالٍ ويباع بالدولار الأمريكي، ويبلغ قيمة الكيلو غرام الواحد من السمسم دولاراً واحداً”.
السمسم محصول ذهبي
وطالب المزارع أحمد بشار هيئة الاقتصاد بتزويدهم بمادة المازوت، وتخفيض سعر مادة السماد من أجل إضافتها إلى المحاصيل الزراعية لجني إنتاج أكبر، كما طالب الإدارة الذاتية بفتح صيدليات زراعية كبيرة وبيع المنتجات بسعر رمزي”.
على الرغم من ازدياد مساحة زارعة محصول السمسم في المنطقة، إلا أن الإدارة الذاتية في إقليم الفرات لا تملك مشاريع لاستثمار هذا المحصول.
ويشار إلى أن اقليم الجزيرة شهد مؤخراً افتتاح معمل للزيوت النباتية، ينتج عدة أنواع من الزيوت، كزيت بذار القطن والذرة الصفراء وعباد الشمس والصويا والسمسم.
وكالة هاوار الإخبارية