لكل السوريين

مياه محافظة السويداء أزمة حادة.. وحلول ورقية

تستمر معاناة السكان بمحافظة السويداء الغنية بالمياه الجوفية، في ظل أزمة مياه حادة تتفاقم بشكل متواصل، وتؤدي إلى نقص مياه الشرب بسبب المشاكل المزمنة في الآبار، وإهمال الجهات المعنية مطالب المواطنين بإيجاد حلول مناسبة لهذه الأزمة.

ويتحدث السكان عن وجود فساد مالي وإداري في المؤسسة العامة للمياه، يتساءلون عن دور الجهات المعنية في كشف مكامن الفساد، ومحاسبة المسؤولين عن تدهور الواقع المائي.

وكانت آخر هذه الشكاوى من قبل سكان حي مساكن الخضر بمدينة السويداء حيث غابت مياه الشرب تماماً عن مساكنهم منذ فترة، بينما تتوافر صهاريج المياه التي يشتريها سكان الحي بأسعار خيالية، ومصدرها من الطوالع المائية المخصصة للحي.

ولمناقشة هذه الأزمة عقد محافظ السويداء اجتماعاً في المؤسسة العامة للمياه بحضور نائبه، وضم إدارة المؤسسة والكوادر الإدارية والفنية على ساحة المحافظة، ولجنة الخبراء المكلفة بمتابعة الواقع المائي.

اجتماعات بلا نتائج

حسب المكتب الصحفي للمحافظة، أشار المحافظ خلال الاجتماع إلى عدم رضاه عن الوضع المائي في المحافظة، وحث على التواصل المستمر للتمكن من المتابعة.

وشدد على ضرورة التشارك مع الأهالي، لكشف مكامن الخلل والفساد، وعدم التهاون في معالجتها.

فيما أشار نائب المحافظ إلى ارتباط نقص الوارد المائي في المحافظة مع وجود فساد واضح لابد من معالجته وصولاً إلى التوزيع العادل للمياه.

بينما ذكر مدير المؤسسة العامة للمياه بالمحافظة أن الورشات تعمل بشكل مستمر، وأرجع سبب تأخر مشاريع المياه إلى الإجراءات الورقية، والمراسلات التي تفرضها القوانين ذات العلاقة.

فيما أشار مدير مياه مدينة السويداء إلى ضرورة الإسراع في إصلاح الآبار المغذية للمدينة بتبديل مضخاتها، ودعم قطاع الآبار بعمال دائمين يملكون خبرة التشغيل.

أزمة قديمة واحتجاجات متجددة

تتواصل التحركات الشعبية لمواجهة أزمة المياه القديمة التي تعيشها معظم مناطق المحافظة، وكان آخرها تجمع عشرات المواطنين أمام مديرية المياه بالسويداء احتجاجاً على استمرار هذه الأزمة.

وهدد المحتجون باستمرار التصعيد لمواجهة تقاعس الدولة عن القيام بالحد الأدنى من واجباتها وهو توفير المياه للمواطنين، وعدم اهتمامها بإيجاد حلول لمشاكل الآبار القائمة منذ سنوات.

والتقي وفد من المحتجين محافظ السويداء، وطالبوه بإيجاد حلول جذرية لإنهاء المشكلة.

وقدم الوفد مقترحات لإنهاء هذه الأزمة، منها إخراج الآبار من نظام التقنين الكهربائي الذي يسبب المشكلة الأبرز في تعطلها، وربطها بخلية تغذية خاصة من شركة الكهرباء.

يذكر أن الحكومة قدمت خمسة مليارات ليرة الشهر الماضي خلال زيارة الوزراء إلى السويداء، وخصصت منها ملياري ليرة لمؤسسة المياه، ومع ذلك لم يطرأ أي تحسن على الواقع المائي حتى الآن.