الرقة/ صالح اسماعيل
يقوم مربو المواشي بجمع التبن الأبيض وتخزينه، وذلك لتأمين مستلزماتهم من الأعلاف للمواشي (أغنام، أبقار، جمال)، حيث يشكل التبن الأبيض المادة الأساسية التي تتغذى عليها الحيوانات بالإضافة المواد العلفية الأخرى (شعير، نخالة).
وتشهد عملية جمع التبن وتخزينه لهذا العام إقبال كبير من قبل مربي المواشي، وذلك بسبب عدم توفر المراعي نتيجة الجفاف الذي لحق بمساحات شاسعة في فصل الشتاء الماضي، مخلفاً أراضي جرداء دون كلاء ومرعى تتغذى منه الحيوانات.
مربي المواشي محمد الخليف من ريف الرقة الشمالي يقول: “نقوم بتجميع الأعلاف للأغنام بكميات كبيرة لهذا العام، تحسباً لسنة قحط وجفاف (سنة محل)، حيث تنعدم المراعي وترتفع أسعار الأعلاف، في سنوات القحط على غرار سنوات التي تشهد هطولات مطرية غزيرة، تكثر فيها المراعي”.
وأضاف الخليف: “في كل عام الأغنام يكون اعتمادها في الغذاء على المراعي التي تنبت بهطول الأمطار، والزراعات البعلية، حيث تؤمن مساحات رعوية شاسعة، ولا تحتاج لكميات أعلاف كثيرة، ولكن في سنوات الجفاف يكون أغلب مرعى المواشي من الأعلاف التي نقوم بتخزينها في فصل الصيف، حيث تتوفر بكميات كافية وبأسعار أقل من فصل الشتاء”.
ومن جانبه بيّن المربي عيسى المرندي من ريف الرقة الشمالي أيضا، من خلال قوله “تأتي عملية تجميع التبن الأبيض، مباشرة بعد موسم حصاد القمح والشعير، حيث يتم جمع بقايا النباتات من (سوق وأوراق)، وتجهيزها بواسطة حصادات خاصة لإنتاج التبن الأبيض، وبعدها يتم تخزينه بأكياس نايلون للحفاظ عليها”.
وأوضح مربي المواشي الذي اعتاد أن يرعى أغنامه في كل عام في الأراضي التي كانت مزروعة بالقمح وتم حصدها، بأن “أسعار الأعلاف ارتفعت بنسبة كبيرة لهذا العام عن الأعوام السابقة نتيجة الجفاف الذي لحق بالأراضي الزراعية، حيث بلغ سعر الكيلو غرام من التبن الأبيض 500ليرة، وتجاوز سعر الكيلو من الشعير 1000ليرة، وسعر النخالة 750 ليرة”.
وتعد أرياف الرقة مقصدا كبيرا ورئيسيا لمربيي المواشي على حد سواء، حيث تساعد المساحات الشاسعة أصحاب الأغنام في تأمين مرعى لأغنامهم، وبالأخص في فصل الصيف، حيث كثرة الأراضي التي تزرع بالقمح.