لكل السوريين

الطربوش يودع التراث السوري تاركا خلفه حقبة سميت بـ ’’الزمن الجميل’’

منذ القدم، وقبل أكثر من سبعون عاما، اشتهرت مدينتي حلب ودمشق بصناعة الطرابيش، حيث كان وجهاء الشعب والمسؤولون والموظفون في الدوائر الرسمية والمعلمون يتباهون بارتداء الطرابيش.

ونظرا للعصر الحالي الذي تمر به شعوب المنطقة ككل، انقرضت صناعة الطربوش في عموم سوريا، حيث لم يتبقى سوى صانع أو اثنين يواصلون صناعة الطربوش، ويهدف هؤلاء الصناع الذي لا يتجاوز عددهم في كل من حلب ودمشق أصابع اليد الواحدة إلى بيعها لتجار المتاحف والشرقيات في الأسواق الشعبية.

وكانت الفترة الذهبية للطربوش وانتشاره في سوريا قد بدأت بعد قرن من احتلال العثمانيين لسوريا والمنطقة، وبدأت بالانحسار مع الاستعمار الفرنسي، واستخدمت الطرابيش في عديد المسلسلات الدرامية السورية التي تحاكي فترة الاستعمار والاحتلال.

أبو محمد، يمتهن صناعة الطرابيش، يقول “دخل الطربوش إلى سوريا قبل ثلاثة قرون، وأصبح لباسا رسميا، وبدأت مرحلة انحساره في النصف الثاني من القرن العشرين، وفي هذه الأثناء توقفت صناعته”.

أبو محمد، أشار إلى أن فقط مخرجو المسلسلات لا يزالون شراء الطرابيش واقتنائها، في حين أن المواطنين لم يعودوا ينظرون إليها. لافتا إلى أنه يصنع الطربوش بحسب القياسات التي يحددها الزبون.

وكان الشخص يبدل طربوشه كل عام تقريبا، لأنه مع مرور الوقت يصاب بالعت ويتأثر بالتعرق من الرأس لذلك كان لا بد من تبديله باستمرار وتجديده.

أنطوان خيالي، أقدم صانع للطرابيش في حلب، كان قد قال في وقت سابق لإحدى الوكالات أن ’’الثائر السوري السابق ابراهيم هنانو، والرئيس شكري القواتلي والأديب عمر أبو ريشة وناظم القدسي’’ كانوا جميعهم من زبائنه، مشيرا إلى أن القوالب النحاسية التي صمم عليها طرابيش هؤلاء الشخصيات لا تزال عنده.