لكل السوريين

الرقة وتاريخها من عام/1849/م لغاية/1921/م

في الفترة، التي أطلق عليها الرقة من الخراب إلى العمران، تزايد عدد سكان الرقة ومنطقتها تدريجيا، إذ جرت عدة إحصائيات للسكان خلال السنوات الميلادية التالية:/1892-1889-1861-1849/.

إلا أنه مثل هذه الإحصائيات لا تعطي أرقام حقيقية لعدد السكان لأنها تمت تحت دوافع وأمور مالية، تتعلق بالضريبة إذ أن السكان  في مثل هذه الأمر كانوا يتوارون عن الأنظار، يرافق ذلك صعوبة في إحصاء نفوس العشائر المتنقلة، ففي كتاب قاموس الأعلام، المطبوع باللغة التركية سنة/1890/م، وصفا لمنطقة الرقة وعدد نفوسها كان/7000/ نسمة جلهم من البدو وأصحاب الخيام، وأنها ذات أراضي سهلة كثيرة المراعي وأعشابها ذات روائح طيبة، وأن الفرات تحفه الأشجار المثمرة من البلح والتمر الهندي والتوت الأبيض، وبها من الحيوانات الحلوبة مثل: الأغنام والماعز والإبل، وكذلك من الخيول العربية الأصيلة، ويزرع في أراضيها جميع أنواع الحبوب، وأن البليخ يشق أراضيها ومنه سقيها. ومن جهة أخرى الشيخ “الغزي” في كتابه “تاريخ الغزي”، يقدم إحصائية “للرقة” تعود لسنة-1892م-1310-هـ.

يشير فيها إلى عدد سكان “الرقة”:(4802)نسمة، أما عدد سكان المدينة فكان (131) نسمة فقط.. وتزايد عدد سكان “الرقة” في بداية القرن العشرين.

وتوسعت المدينة وزاد نشاطها وظهرت بحلة أجمل، وحسب “سالنامة” ولاية حلب، فإن عدد سكان قضاء “الرقة” وصل في العام/1902/إلى م(7320) نسمة، واتسعت أراضيها الزراعية ومحصولاتها.

وفي العام الميلادي/1908م-1326هج/الواردة في “سالنامة حلب”، تشير إلى تزايد عدد سكان قضاء “الرقة” حيث وصل العدد إلى/12,992نسمة هذا العدد وفق الإحصائية المذكورة موزعة إلى ما يلي:

عدد سكان مدينة “الرقة”:

في المحافظة، الذكور: /476/ نسمة، والإناث:/320/ نسمة، ويكون المجموع:/795/نسمة، في حين أن عدد سكان القرى والمزارع التابعة “للرقة” كان ’’الذكور:/7124/نسمة، والإناث:/5003/نسمة’’، وبذلك كان المجموع:/12127/نسمة، ليصبح المجموع العام الكلي ’’الذكور؛/7599/نسمة للذكور، والإناث:/5320/نسمة للإناث، ومجموع سكان المحافظة يكون:/12922/نسمة’’.

هذا التزايد وهذا التطور الملحوظ يذكره الباحث “هرتز فيلد”، حين قام بزيارة “للرقة” سنة/1907/م، حيث أنه وصف “الرقة” حسب ما شاهده على أرض الواقع فيقول:(.. وكنا في “الرقة” من:/30-26/تشرين الثاني من سنة/1907/م ، وسكنا في الخان التابع لغرفة جمع عرق السوس، وهو أوسع وأكبر محل خاص في هذه المدينة، أما “زاخاو”( والقول لهرتز فيلد) لم يجد في “الرقة” في نهاية عام/1879/م سوى عدة بيوت، وعدد سكانها لا يتجاوز المئة نسمة، أما الآن فإن “الرقة” مدينة حديثة فيها مركز القائم مقام وفيها قاض ومسجد ومركز البريد والبرق وسوق صغير ومقهى وسكان “الرقة” يعيشون على تبادل السلع مع البدو ومن عرق السوس، وفي المدة الأخيرة من بيع قطع الأثرية. وتقع المدينة الحديثة في الطرف الجنوبي الغربي وتبعد حوالي ألف خطوة من شاطئ الفرات!) انتهى كلام هرتز فيلد.

وبعد أن انسحبت القوات العثمانية من “الرقة” إبان نهاية الحرب العالمية الأولى ومجيئ قوات الملك “فيصل” للثورة العربية، مازالت “الرقة” أثناء ذلك مرتبطة بلواء “دير الزور”، وحين قامت القوات “الإنكليزية” باحتلال “دير الزور” عام/1919/م، ألحق قضاء “الرقة” بمدينة “حلب” التي كانت تحت سيطرة الحكومة العربية في “دمشق”، وبعد أن انسحبت القوات “البريطانية” من مدينة “دير الزور” سنة/1920م/عاد اللواء إلى الحكومة العربية.

وبعد معركة “ميسلون”، ودخول قوات “فرنسا” إلى “دمشق” وتمركز حاميات فرنسية في المدن السورية الرئيسة، من بينها “الرقة”، حيث دخلتها قوات فرنسية سنة/1921م/، ثم ألحقت “الرقة” بـ “حلب”، وفي عام/1922م/ ألحقت مجددا بلواء “دير الزور،” لتبدأ مرحلة جديدة عرفت “الرقة” فيها تطورا سكانيا وحضاريا جديدين.

الباحث/ محمد عزو