لكل السوريين

من ذاكـــرة التاريخ ملاحم وأساطير

الأسطورة قصة أو مجموعة من القصص التي تعود إلى زمن قديم، وهي قصص خيالية غالباً ولا تشير إلى زمن محدد، وتتعلق بأحداث أو أشخاص أو أماكن معينة، وتفسر ظواهر طبيعية بطريقة مختلفة عن الواقع.

وتتناول موضوعات كبرى مثل الخلق والتكوين وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر، وتنتقل من جيل إلى آخر من خلال الشعر أو الروايات الشفهية أو المدوّنة، وتهدف إلى تقديم عبرة ما أو ترسيخ قيمة دينية أو اجتماعية محددة.

والملحمة قصيدة قصصية طويلة مليئة بأحداث تدور غالباً حول بطولات فائقة لأشخاص غير عاديين في الحرب أو السفر، وتتناول حكايات نشأة شعب ما منذ بداية تاريخه، وتحرك جماعات وبنائها للأمة والمجتمع، ووقائع ذات أهمية ودلالة لأمة من الأمم، وغالباً ما تركز على موضوع الشجاعة والشرف والنضال ضد الشدائد.

والفرق بينهما هو أن أبطال الأسطورة من الآلهة أو أنصاف الآلهة، بيمنا أبطال الملحمة من البشر الذين يحظون بأهمية تاريخية أو أسطورية.

أسطورة الإلهة “نمو”

تقول الأسطورة إن العالم كان فارغاً من كل شيء عدا المياه الأزلية التي خرجت منها إلاهة الماء “نمو”، وأنجبت كلاً من “آن” رب السماء، و”كي” ربة الأرض كأول آلهة.

وبعد زواجهما أنجبا “انليل”، رب الهواء، فقام بفصل أبويه الأرض والسماء عن بعضهما.

ولكنه لم يستطع التأقلم مع الظلام فأنجب ابنه “نانا” ليصبح القمر، وأنجب نانا ابنه “أوتو”، ليصبح الشمس، وانتهى الظلام إلى الأبد.

وبمرور الوقت بدأت الآلهة تشعر بالضجر والتعب من القيام بكل المهام، وشعروا أنهم تحولوا إلى عبيد للأرض التي صنعوها، فرفعوا شكواهم للإلاهة “نمو”، واقترح ابنها إنكي إله الحكمة أن يقوم بخلق كائنات جديدة تخفف عبء العمل عن الآلهة، واقترح ان تخلق هذه الكائنات من الطين، وتهبها الآلهة قليلاً من حكمتها لتستطيع تنفيذ ما يوكل إليها من أعمال.

فوافقت الإلاهة “نمو”، وكلفته بذلك، مما استفز الإلهة “ننماخ” المسؤولة عن عملية الخلق، وقررت تحدي إنكي، فقامت بصنع ستة أنواع من البشر، فجاؤوا مشوهين.

فقام إنكي بصناعة ستة آخرين وكانوا مشوهين أيضاً، وانتهى الأمر بإشراك كل الآلهة في خلق البشر، ثم منحهم إنكي القليل من حكمته بما يتناسب مع قدراتهم المحدودة والضئيلة.