لكل السوريين

اعتداء على العشائر، سرقة زيتون وآثار، تجارة أعضاء.. الاحتلال التركي يواصل ارتكاب الانتهاكات بحق سوريا، ودمشق صامتة

يواصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ارتكاب الانتهاكات والمجازر بحق السوريين في المناطق التي احتلها ومرتزقته في عدة مناطق بسوريا، وسط صمت يعكس تآمر دمشق ورضاها عما يحدث بحق بعض المكونات السورية على التراب السوري.

ففي تل أبيض المحتلة، تستمر حالة الفلتان الأمني وسط عجز التنظيمات الإرهابية التي سيطرت على المنطقة بموجب عملية احتلالية وبدعم تركي مباشر، نتج عنه تهجير ما يفوق الـ 300 ألف مواطن سوري صوب مناطق الداخل التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية.

وبحسب مصادر لصحيفتنا فإن اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة جرت بين فصيل جبهة الشامية وعشيرة المشهور إحدى أكبر عشائر المنطقة.

وجاءت الاشتباكات إثر خلاف بين العشيرة، وقيادي أمني في الجبهة الشامية يدعى “أبو عمر شامية”، تم إقصاءه إلى مدينة سري كانيه/ رأس العين، إثر ادعاء أخلاقي عليه من قبل العشيرة.

وبحسب مصادر محلية فإن الاشتباكات حصلت بالرشاشات الثقيلة، في سوق المدينة، لتمتد إلى قرية “تل أبيض الشرقي”، ما أدى إلى مقتل شابين، وإصابة شخصين آخرين بينهما امرأة.

وفي عين عيسى التي تعد خط تماس مع الفصائل المرتزقة، يواصل جيش الاحتلال التركي شن الهجمات بالأسلحة الثقيلة على ريف البلدة، مخلفا أضرارا كبيرة بحق ممتلكات المدنيين.

ومنذ احتلالِ ريفي عين عيسى الشمالي والغربي، من قبلِ جيشِ الاحتلالِ وفصائلِهِ الإرهابيةِ بعد عدوانهم الأخيرِ على مناطقِ شمال وشرق سوريا في الـتاسعِ من شهرِ تشرين الأول أكتوبر من العام ألفينِ وتسعةَ عشر، يتعرّضُ ريفُ البلدةِ للقصفِ العشوائي بشكلٍ شبهِ يومي.

وزادت حدةُّ القصفِ منذ منتصفِ الشهرِ الماضي، حيث بدأ يستهدفُ أطرافَ ومداخلَ البلدة، مما تسبّبَ بقتلِ وجرحِ عددٍ من المدنيينَ بينهم أطفالٌ وسطَ حالةٍ من الذعرِ بين السكان.

في عفرين يتكامل المشهد    

رغم كل ما يحدث في تل أبيض ورأس العين وأرياف عين عيسى إلا أن عفرين لا تزال تتصدر المشهد، حيث تعد الأولى على مستوى سوريا ارتكابا للمجازر، فلم يبرئ الاحتلال التركي ومرتزقته يوما واحدا من ارتكاب المجازر والجرائم بحق الأهالي، وفي أحسن الأحوال تقتصر انتهاكاتهم على الأشجار والآثار.

وبحسب المرصد السوري، فإن تجارا أتراك يجمعون كميات كبيرة من زيت الزيتون التي يشترونها بأسعار رخيصة من مزارعي عفرين أمام معصرة عابدين عربو على طريق جندريسة، تمهيدا لنقلها إلى تركيا.

وبحسب وكالة نورث برس، فإن تسجيلات مصورة حصلت عليها الوكالة تظهر كميات كبيرة من صفائح زيت الزيتون تم شراؤها من مزارعي عفرين، بأسعار حددها ما يسمى المجلس المحلي التابع لمرتزقة تركيا، وذلك بعد منع المزارعين من تسويق إنتاجهم خارج المنطقة.

ووثقت منظمات حقوقية ومدنية من المنطقة عمليات استيلاء على محاصيل الزيتون لمزارعي المنطقة وسكانها المهجرين، وسط صمت غير مبرر من حكومة دمشق.

وكشف تحقيق لشبكة “ديلي بيست” الأميركية، قبل أيام عن قيام الفصائل المرتزقة بتهريب زيت الزيتون العفريني إلى أوروبا وأميركا، بغرض تمويل نشاطها.

وكانت صحيفة إسبانية قد نشرت، أواخر شهر كانون الثاني/يناير من العام الماضي، مقالاً تناولت فيه تصدير تركيا لزيت الزيتون من منطقة عفرين إلى الأسواق الإسبانية على أنه “تركي المنشأ”.

وتقدر تقارير بأن نحو 90 ألف طن من زيت الزيتون العفريني يتم تسويقه إلى الولايات المتحدة عبر ممثلي الائتمان الزراع التركي.

وفي عفرين أيضا، ذكرت مصادر من عفرين لوكالة هاور أن جيش الاحتلال والتركي ومرتزقته قتلوا مواطنًا من قرية كورزيله وسرقوا أعضاءه، إضافة إلى اختطاف 4 مواطنين من ناحية جندريسه.

وأقدمت الطواقم الطبية التي تعمل في مشافي الاحتلال في عفرين على قتل المواطن محمد محمود إيبو من قرية كورزيله التابعة لمركز عفرين المحتلة.

وذكرت مصادر لوكالتنا، أن محمد (57 عامًا) كان يعاني من نزلة برد، نُقل على إثرها إلى المشفى، إلا أن الطواقم الطبية التابعة للاحتلال زعمت أن محمد مصاب بفيروس كورونا ليُنقل إلى المشفى العسكري.

وعقب يوم واحد، ولدى زيارة الأسرة للمشفى العسكري للاطمئنان على محمد، أخبرهم المرتزقة أنه توفي، ورفضوا تسليم جثمانه إلى ذويه أو حتى إلقاء نظرة الوداع عليه.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر من مركز عفرين المحتلة أن الدولة التركية حوّلت المشفى العسكري سابقًا في عفرين إلى مكان لقتل المدنيين عمدًا عبر حقنٍ سامة، وبعد ذلك تتم علمية السرقة والإتجار بها.