توصلت هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ووزارة الطاقة في الحكومة الانتقالية السورية إلى تفاهم جديد لتعزيز التعاون المشترك في مجال الطاقة، بهدف حماية سد الفرات وتأمين الاحتياجات الخدمية للمنطقة، خاصة في ظل التراجع الحاد في منسوب مياه النهر.
وجاء التفاهم خلال لقاء رسمي عُقد اليوم الخميس، في مدينة حلب، بحضور وفدين من الجانبين، ترأس فيه وفد الإدارة الذاتية الرئيس المشترك لهيئة الطاقة زياد رستم. ويأتي هذا اللقاء استكمالاً للتفاهمات السابقة بين الطرفين، ولا سيما الاتفاق الموقع في 10 آذار الماضي بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، ورئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع.
ووفق مصادر مطلعة، اتفق الطرفان على وضع آليات لتخفيف الضغط على سد الفرات (الطبقة) وحماية مخزونه المائي، في وقت يعاني فيه السد من انخفاض حاد بمنسوب المياه، يُهدد الأمن المائي في المنطقة.
وتشير تقارير رسمية إلى أن منسوب مياه نهر الفرات وصل إلى “الحد الميت”، مع انخفاض يومي يُقدّر بنحو 2 سم، ونقصٍ إجمالي يصل إلى 6 أمتار. كما لم يتجاوز الوارد المائي من الجانب التركي 250 متراً مكعباً في الثانية، ما ساهم في تفاقم أزمة المياه وتراجع تغذية البحيرات والسدود في شمال وشرق سوريا.
ويُعد سد الفرات من أكبر السدود في البلاد، ويغذي مساحات زراعية واسعة، كما يشكل مصدرًا رئيسيًا لمياه الشرب في مناطق حلب وريفها. وتتهم الإدارة الذاتية تركيا باستمرار حبس مياه النهر منذ عام 2020، ما تسبب في أضرار بيئية وإنسانية جسيمة.
ويُنظر إلى هذا التفاهم الجديد باعتباره خطوة مهمة نحو تنسيق الجهود بين الجهات السورية المختلفة لمواجهة التحديات البيئية والإنسانية التي فرضها تراجع مناسيب المياه، وتعزيز استقرار البنية التحتية الحيوية في البلاد.