لكل السوريين

توجه روسي لضمها للفيلق الخامس.. مجموعات المصالحة في القنيطرة.. صراع مع الأهالي، وآخر فيما بينها

السوري/ القنيطرة ـ شهدت بعض قرى وبلدات محافظة القنيطرة اشتباكات بين مجموعات من مسلحي المعارضة التي أجرت تسويات مصالحة مع النظام السوري، وبين الأهالي في بلدة “ممتنة” وعدة مواقع أخرى، وأدت هذه الاشتباكات إلى تصاعد التوترات الأمنية الموجودة أصلاً في المنطقة.

وحسب مصادر محلية، تقوم هذه المجموعات بحملة ملاحقات واعتقالات بحق شباب من المنطقة لتسليمهم للفروع الأمنية، وهو ما يثير غضب الأهالي.

وذكرت المصادر أن مجموعة تابعة لأحد قياديي المعارضة الذين انضموا لفرع الأمن العسكري المسمى بفرع “سعسع” اشتبكت مع أهالي بلدة ممتنة، بعد قيامها باعتقال شاب من أبناء البلدة وتسليمه للفرع.

ولمنع وقوع أي اشتباك بين الطرفين حاول عدد من وجهاء بلدة أم باطنة تهدئة الأمور، إلا أن المجموعة وجهت لهم اتهامات بالتعامل مع داعش، مما ساهم بتصاعد حالة التوتر في المنطقة.

اشتباكات مستمرة

وقعت مؤخراً اشتباكات بين مجموعتين خاضعتين لاتفاق المصالحة بالمحافظة، وأدت إلى إصابة ستة أشخاص، من بينهم متزعم إحدى المجموعتين، وتم نقلهم إلى مستشفى القنيطرة.

فقامت المجموعة بمحاصرة المستشفى، واشتبكت مع عناصر الأمن المتواجدة فيه، واحتجزت بعضهم.

وتزامن ذلك مع عدة هجمات من قبل مجهولين على حواجز عسكرية بالمحافظة.

حيث تعرض حاجز “الصقري” قرب بلدة جبا التابع للأمن العسكري، لتفجير عبوة ناسفة، أدت إلى إصابة أربعة من عناصر الحاجز، ومقتل أحد المهاجمين.

وكان محافظ القنيطرة، قد تعرض منذ شهرين، لمحاولة اغتيال أثناء قيامه بجولة في أطراف بلدتي ممتنة وأم باطنة، حيث قام مسلحون مجهولون يستقلون دراجات نارية باعتراض موكبه، وأطلقوا النار عليه، ولاذوا بالفرار، دون وقوع اصابات في الحادث.

وانتشرت قوات النظام بكثافة في أطراف البلدتين بحثاً عن المسلحين. كما تحدثت مصادر محلية عن تحركات مكثفة للأجهزة الأمنية في البلدات القريبة من الحدود مع الجولان.

محاولات ضم القنيطرة إلى الفيلق الخامس

منذ البداية عملت روسيا على استمالة بعض أعضاء اللجان المحلية والمعارضين السابقين في مدينة القنيطرة، وإظهار قربها من السكان عن طريق توزيع المساعدات في بعض المناطق واستقبال الشكاوى منهم، ودعمت بطريقة غير مباشرة الحراك الشعبي الذي تنظمه “اللجان المركزية” في مواجهة التواجد الإيراني، حسب مصادر من المدينة.

وجرت عدة محاولات لضم القنيطرة إلى “الفيلق الخامس” كان آخرها الاجتماع الذي جرى في الشهر السابع من هذا العام، لمناقشة انضمام المدينة إلى الفيلق.

وذكرت مصادر حضرت الاجتماع أن بعض القادة العسكريين والمدنيين حاولوا إفشال المشروع الروسي، وفصل القنيطرة عن درعا، وانضمامها للنظام السوري.

وقال ممثل هذا التوجه في الاجتماع “يجب أن نبقى سوريين ونحارب المحتل الروسي والإيراني ونقف إلى جانب بعضنا في وجه هذا المشروع، ونصل إلى تشكيل قوة عسكرية يترأسها فرع سعسع مع أهالي القنيطرة”.

بينما قال فريق آخر من أهالي القنيطرة، وبعض لجان المصالحة فيها “نحن لن نكون أداة بيد الروس ولا إيران ولا حتى فروع الأمن التي تتبع بالخفاء لإيران وحزب الله”، حسب المصادر التي حضرت الاجتماع.

وبدأ أنصار هذا التوجه بوضع حواجز على الطرق الرئيسية والفرعية بين درعا والقنيطرة، لمنع وصول أهالي درعا إليها، كي لا يفتح المجال لانضمام المدينة إلى الفيلق الخامس.

يذكر أن محافظة القنيطرة تشهد حوادث أمنية متكررة في ظل وجود مجموعات محلية انضمت لقوات النظام السوري، واستمر الصراع فيما بينها لفرض سيطرتها على أكبر مساحة ممكنة من المحافظة.

تقرير/ لطفي توفيق