لكل السوريين

سببتا أزمات نفسية.. “طول أمد الأزمة والظروف الاقتصادية” تعصفان بالسوريين

تقرير/ بسام الحمد

أدت الأزمة الاقتصادية في سوريا إلى ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية لدى كل من الرجال والنساء خاصة اضطرابات القلق والاكتئاب، والسبب حسب مرضى هو الغلاء والشعور بالعجز عن تأمين مستقبل للأطفال.

حيث أن قلق الشباب السوريين اليوم بشأن تأمين أبسط مقومات حياتهم من مقعد في سرفيس إلى تستلم رسالة أسطوانة الغاز، وتأمين أدنى متطلبات الحياة في ضوء ضعف الرواتب والدخول، انعكس على صحتهم النفسية فازدادت الاضطرابات وحالات الاكتئاب بشكل لافت.

يشير أطباء نفسانيون إلى أن العيادات النفسية يغزوها المرضى لسوء الحالة الاقتصادية وعدم قدرتهم على دعم عائلاتهم، أو إطعام أطفالهم أو التخطيط لمستقبلهم، فضلاً عن التفكير المستمر بكيفية الحصول على أبسط متطلبات الحياة والحفاظ على مستوى معيشي مقبول في ظل الغلاء الحالي.

كما أن هناك تقارير طبية تكشف عن ارتفاع الجلطات القلبية والدماغية لدى الشباب دون الثلاثين والراشدين دون الخمسين، إضافة إلى تزايد نسبة القلق والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، حتى الأطفال ظهرت عليهم اضطرابات نفسية وسلوكية لم تكن منتشرة بشكل كبير في المجتمع السوري كالتوحد.

إذ أن الأسرة السورية تحتاج إلى دعم اقتصادي كبير عبر رفع الرواتب وتسهيل قروض السكن لأن نسبة كبيرة من السوريين اليوم يعيشون في بيوت مستأجرة عشوائية غير صحية وغير مؤهلة للسكن والاستقرار وتربية جيل سليم ومعافى نفسياً فيها.

لذا لا بد من إطلاق دورات في المراكز الاجتماعية لتأهيل وتدريب الأمهات في ظل تحديات الهجرة والسفر والبعد عن الأهل، حيث أن عدم الترخيص للمعالجين النفسيين على افتتاح مراكز ومكاتب تأهيل نفسي سوف يزيد من الأمراض النفسية.

بالإضافة إلى أن حالات الانتحار عند النساء تظهر بشكل أكبر والاضطرابات المزاجية عند الرجال أكثر، إضافة إلى تزايد حالات الاضطرابات المزاجية المترافقة بنوبات غضب، وما ينجم عنها من مشكلات أسرية واجتماعية تهدد الأمن النفسي للفرد وتساهم في تفكك الأسرة.

وفي الوقت ذاته، فإن النساء معرضات للاكتئاب بشكل عام أكثر من الرجال، فمن غير المستغرب أن ترتفع هذه المعدلات في ظل الظروف الاقتصادية، فالمسؤوليات تضاعفت على المرأة السورية سواء ضغط مسؤوليات المنزل أم ضغط العمل وتربية الأطفال، خاصةً أن كثيرا من المراجعات يقضين أغلب الأوقات وحدهن مع الأطفال في ظل غياب الأب أغلب أيام الأسبوع بسبب الأعمال المتعددة والدوام لساعات طويلة.

ويعاني السوريون بشكل متزايد في من اضطرابات نفسية نتيجة تردي الواقع المعيشي والخدمي باطراد منذ ما يزيد على 12 عاماً، حيث تبلغ نسبة الفقر 90 في المئة، بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية.