لكل السوريين

اخفاق جديد لكرة القدم السورية

 

تقرير/ حسين هلال

يبدو ان خيبات الجماهير الرياضية في سوريا نتيجة خسارات المنتخبات بمختلف الفئات سوف تستمر ولن تتوقف على الاقل بالوقت الحاضر, خاصة  ان امال كبيرة  كانت معقودة علي منتخب الشباب الذي عاد للمشاركة بالبطولة الاسيوية بعد غياب استمر 13عاما.

وعند الحديث عن هذه الفئة تعود بنا الذاكرة الى ما قبل 29 عاما, عندما فاز منتخب شباب سوريا ببطولة بكأس آسيا عام  1994 في إندونيسيا, وكانت تلك آخر مرة يتوّج فيها المنتخب الشاب بهذه بالبطولة بعدما  تغلب على الكمبيوتر الياباني بنتيجة 2-1.

وقد حظي المنتخب وقتها بتكريم كبير على اعلى المستويات ويتناسب مع ذلك  الانجاز الذي، حققه لأول مره ولم يتكرر بعده حتى تاريخه.

لذلك كانت  المشاركة الأخيرة قبل عدة اسابيع  فرصة للمنتخب الشباب بإعادة الامل بتحقيق نتيجة ايجابيه لمحو الصورة السلبية لكرة القدم السورية التي في ظهرت في الآونة الأخيرة, خاصة  بعدما ساهم  اتحاد كرة القدم بمعالجة الكثير من المنغصات ومنها تكليف مدرب اجنبي، هو الهولندي مارك فوته الذي حضر المنتخب لمدة ستة اشهر خاض فيها العديد من اللقاءات التجريبية بما فيها المشاركة ببطولة غرب اسيا, واقامة معسكر تدريبي في اوزبكستان ودعوة العديد من اللاعبين المغتربين في عدد من الدول الأوربية.

وطبعا مثل هذه الإجراءات لم تتوفر لبعض المنتخبات خلال الفترات السابقة, وزاد حجم التفاؤل عندما اطلق المدرب بعض التصريحات الصحفية ومنها قوله إنه لدي إيمان قوي في القدرة على تحقيق الأهداف التي جاء من أجلها,  مشيداً بمستوى اللاعبين المحليين الذين وصفهم بالخامات الجيدة لكنهم يحتاجون إلى المزيد من الثقافة الكروية وفق حديثه, كما اعتبر أن الفريق يمتلك مزيجاً جيداً من خلال وجود اللاعبين المحترفين من عدة دول.

مبيناً أن وقتاً طويلاً مرّ منذ أن تأهلت سوريا إلى النهائيات الآسيوية آملاً أن يرسم الابتسامة على وجوه السوريين عن طريق تحقيق نتائج إيجابية في البطولة الأسيوية, والوصول لنصف نهائي البطولة والتأهل لكاس العالم للشباب.

لكن مع انطلاق البطولة انكشفت الحقيقة المؤلمة, وتعرض المنتخب لخسارتين متتاليتين امام اوزبكستان واندونيسيا نتيجة بعض الاخطاء الدفاعية وغياب الانسجام بين اللاعبين ولم يقدم المنتخب الاداء المتوقع منه, وفي المباراة الثالثة تعادل مع المنتخب العراقي بهدف لكل منهما.

وهكذا احتل المركز الاخير بالمجموعة بنقطه وحيده وهدف وحيد, ولاقت هذه النتائج المخيبة للآمال والمستوى الهزيل الذي ظهر به المنتخب ردود افعال كثيرة ومتنوعه من وسائل الاعلام, التي طالب بعضها بإعفاء المدرب وحمله مسؤوليه الاختيار الخاطئ لبعض اللاعبين وخاصة القادمين من الدول الاوربية, ولمح البعض الى وجود عملية سمسره قام بها البعض من الجهاز الاداري بالمنتخب ادت الى استبعاد بعض اللاعبين المميزين  لمصلحة لاعبين أقل مستوى منهم.

ولتوضيح ملابسات ما حدث في مشاركة المنتخب بالبطولة الأسيوية, عقد اتحاد كرة القدم مؤتمر صحفي افسح فيه المجال للمدرب للدفاع عن نفسه بوجه الانتقادات التي وجهت له فرد عليهم بانه يفهم ان  كرة القدم للجميع لذلك  يمكنهم التحدث عن كرة القدم حتى لو لم يفهموها.

وأضاف بأن البعض قالوا أن هناك مشكلة في الجهاز الفني لكنهم لا يعرفون شيئاً عن طريقة عمله وفق حديثه, مبيناً أنه دائماً يخبر فريق العمل عن خطته التكتيكية وتشكيلته الأساسية في كل مباراة,  ولفت النظر  إلى أنه يتقبل تقديم النصح له لكنه دائماً ما يتخذ القرارات بنفسه لأنه مستقل عن أي شخص.

وشدد على أنه لا يمكن لأحد التدخل في سلطته كمدرب وأنه خلال 30 عاماً في التدريب لم يسمح أبداً لأي شخص أن يتخذ القرار بوجوده أو بدلاً عنه.

وفيما يخص انتقاده من بعض المدربين المحليين قال  اتصل بي بعض هؤلاء المدربين  لأنهم يريدون الانضمام إلى الجهاز الفني للمنتخب للأسف لم أستطع قبولهم لأنني اخترت مدربين آخرين, وربما أصيبوا بخيبة أمل بسبب ذلك فهاجموني لكن هذا جزء من عملي كذلك اضاف انه يبدو الأمر وكأن اللاعبين الذين لم يتم اختيارهم يشعرون بالغضب وردّوا بشكل سيء لكني لا أهتم بهذا الأمر, ويبقي السؤال الاهم بعد خروج المنتخب، بهذه الطريقة, هل الحل كما يطرح البعض, هو إقالة المدرب  كما كان يحدث سابقا عند حدوث اي نكسه من هذا النوع وغالباً ما يكون قرار اتحاد الكرة في تلك اللحظة محاولة لإرضاء الجماهير التي كانت تضغط على الاتحاد لإصدار مثل هذا القرار.

فيما يرى البعض ان إقالة فوته لن يكون القرار الصائب, لان تغيير المدربين بشكل متكرر خلال فترات قصيرة يؤثر على أداء اللاعبين سلباً لأن لكل مدرب أسلوب وطريقة خاصة بالعمل والتدريب, ما يعني أن المنتخبات السورية لن تأخذ شكلاً معيناً لتستند عليه أثناء خوضها البطولات, بل ستبقى مشتتة وسنبقى نراها بنفس الشكل السلبي وغير المرضي.

لذلك يجب إعطاء الفرصة لـ فوته على الأقل لخمس سنوات يؤسس فيها مع لاعبي الشباب على المدى الطويل يكسب المنتخب ولاعبيه الخبرة بهدوء وتنظيم وبشكل صحيح, وبالتالي فإننا بعد ذلك الوقت سنكون على موعد مع فريق جاهز بشكل جيد ليكون داعماً أساسياً لمنتخب الرجال لأن الاهتمام بالقواعد والفئات العمرية وإنشاءها بشكلٍ صحيح هو ما يعطينا بعد سنوات رجالاً قادرين على مقارعة المنتخبات الكبيرة دون خوف, وبعد ما كل حدث من اشكالات نتيجة هذه المشاركة المخيبة للآمال,  ننتظر من اتحاد كرة القدم الحلول المناسبة لهذا الاخفاق الكروي.