لكل السوريين

الأم الحنون!!

لطفي توفيق

فور انفجار مرفأ بيروت…

قطع ماكرون إجازته السنوية

وغادر ساحل الريفييرا الفرنسي

اطفأ أنوار برج إيفل..

وارتدى ربطة عنق سوداء..

وانطلق مسرعا إلى بيروت..

نزل الى الشارع.. تفقد أثار الدمار..

والتحم  بالجماهير.. كما لم يفعل أي مسؤول لبناني.

وتصرف بصفته صاحب سلطة.. ووصاية

أحد الجماهير التي هللت له.. ناشده قائلاً:

سيادة الرئيس.. أنت في شارع الجنرال غورو،

وقد حررنا هو من العثمانيين.

حررنا أنت من السلطات الحالية..

وبعض الجماهير التي هللت له.. طالبته

بعودة الانتداب الفرنسي المباشر على لبنان.

تبسم في وجوههم.. رغم أحزانه.. وبشّرهم:

ما كان قبل تفجير المرفأ.. لن يكون بعده.

استمرت زيارة ماكرون لبيروت بضع ساعات

نبه خلالها مختلف السلطات اللبنانية إلى أن هذا الانفجار..

يجب أن يكون بداية لعهد جديد.

وحذرهم: إما أن تغيّروا سلوككم.. وإما أن تتغيَّروا.

وذكرهم: بأن جدول الإصلاحات واضح ومعروف..

“وحددناه لكم مئات المرات”.

وجدول الإصلاحات يتمحور حول

نظام سياسي جديد في لبنان

وهددهم: بتجميد أموالهم في بنوك فرنسا

إذا لم تبدأ عملية الإصلاحات قبل عودته اليوم إلى لبنان..

وصاية “الأم الحنون” على لبنان ليست جديدة..

فبعد يومين من اغتيال رفيق الحريري عام 2005، توجه الرئيس جاك شيراك إلى بيروت لمتابعة الوضع فيها..

وبعد فترة قصيرة من انتخابه عام 2008، توجه نيكولا ساركوزي إلى لبنان لمتابعة الوضع فيه خلال فترة حرجة في السياسة اللبنانية، انتهت بالاتفاق على انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

وفي عام 2016 قام فرانسوا هولاند، بزيارة لبنان من لدعمه في مواجهة تدفق اللاجئين السوريين الذين فروا من النزاع الدائر في بلادهم.

والآن…

وبين ساعة.. وضحاها..

تعلّم الرئيس الفرنسي اللغة العربية..

وبها كتب تغريدته على تويتر:

بحبك يا لبنان!..

في مثل هذا اليوم من عام 1920..

قبل قرن من الزمان بالتمام والكمال

أعلن الجنرال غورو قيام دولة لبنان الكبير

وفي هذا اليوم.. من هذا العام

وبعد قرن من الزمان بالتمام والكمال

يعود ماكرون إلى بيروت..

فهل يعلن من قصر الصنوبر..

“الميثاق الجديد” لدولة لبنان الحالي.