لكل السوريين

عمل دؤوب، وجهود متواصلة لإحياء ما تبقى من الإرث الثقافي لإدلب

السوري/إدلب- بعد أكثر من خمس سنوات على سيطرة الفصائل المسلحة في إدلب، واستقبالها لأكثر من مليوني مهجر من كافة المحافظات بات تلبية الحاجات الثقافية، والفكرية أمرًا ملحًا، وقد ظهرت في الآونة الأخيرة علامات، واجتهادات فردية حثيثة لرواد الفن، والثقافة عبر عدة مجالات أهمها إعادة هيكلة، وتأهيل المركز الثقافي بإدلب الذي أثرت عليه، وبشكل كبير عمليات القصف المباشر، والسرقة، والنهب.

منذ بداية التحرير كان الوضع غير مستقر كما كان القصف مستمرًا يطال أصغر تجمع حيوي يتم مشاهدته، وعلى مدى تلك السنوات الماضية كانت جميع المحاولات لإحياء التراث الثقافي والفني يائسة بسبب عامل الخوف، والوضع الأمني السائد.

مع هدوء الوضع الميداني، وانخفاض حدة العمليات العسكرية، وبالرغم من التضييق الممنهج من قبل الجماعات المسلحة، وقبضتها الأمنية إلَّا أنَّ هناك بعض الأصوات التي ما دأبت تنادي بالنهضة الثقافية فتم ترميم المكتبة في المركز الثقافي التي كانت تحوي 31 ألف كتاب قبل تحرير إدلب، وبجهود منظمة بنفسج تم الإعلان عن مبادرة(شاركنا كتابك) التي تهدف لجلب المزيد من التبرعات، وإغناء هذه المكتبة.

بالفعل زاد عدد الكتب إلى الضعف ليصل العدد حوالي 55 ألف كتاب، وبهذا يكون أول إنجاز على مستوى الحركة الثقافية، وبالاتجاه الصحيح.

عملت منظمات المجتمع المدني على إقامة الأنشطة، والمسابقات الثقافية، والترفيهية حسب قول الأستاذة رانيا عوض الكاتبة، والباحثة التي رأت في تلك الأنشطة تحفيزًا، ودافعًا للشباب، ومنفذًا للخروج من العزلة المطبقة على رواد الثقافة في إدلب، وبابًا من أبواب الانفتاح على القراءة في ظل العولمة، والإنترنت حيث أنَّ جمع ذاك الكم الهائل من الكتب عبر التبرعات زاد من فرص نجاح تلك الدعوات لإحياء الثقافة.

ومن المشاكل التي تواجهها المؤسسة الثقافية عبر مديريتها بإدلب حدثنا الاستاذ بشير جمال الدين هو الفكر النقيض للثقافة، والفن، أو بما يسمى الفكر الظلامي المعادي لجميع الحركات والأنشطة الثقافية بحجة التكفير، ومسببات الاختلاط، وعن نفس السبب حدثتنا الاستاذة ربا مديرة المكتبة عن التدخل السافر، والرقابة الغير مبررة لمحتويات المكتبة التي هي بالأصل ليست غامضة، ولا يوجد فيها مدعاة للشك، أو التدقيق لكن أكثر ماهناك التضييق لا أكثر.

إنَّ دعم المشاريع التي تعين الشباب على فهم المتغيرات، والمهام المنوطة بهم لجذب أصحاب الفكر الصحيح، ونبذ الفكر المتطرف، والدخيل قد لا يروق لبعض أصحاب الفكر العفن، وهذا ما أكده الطالب الجامعي مأمون الذي يدرس في كلية التربية حيث نوه لموضوع الفكر المتطرف والدخيل بمحور حديثه فذكر بعض التعليمات التي أطلقتها هيئة تحرير الشام ممثلة بحكومة الإنقاذ، وعبر لسان مسؤوليها أن التمثيل، والمسرح حرام مما دعا لخطورة هذا الفكر على الإرث الثقافي للمدينة ناهيك عن المضايقات، وحالات الاعتقال التي تمارَس بحق أعلام الفن والثقافة من جميع المحافظات.

إنَّ سياسة القطب الواحد، وتبني الفكر المتطرف الدخيل أخرت من تقدم الحركة الثقافية لمجتمع يحاول الخروج من عباءة التبعية، والموالاة، والتحرر من تلك الأفكار العفنة آملين الخلاص من لهؤلاء الظلاميين العابثين حتى بحريتنا، وثقافتنا ساعين لكسر حاجز الخوف نحو الحرية.

تقرير/ عباس إدلبي