استكمالاً لجهودها في تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك بين السوريين، أقامت مبادرة “الطائفة السورية”، بالتعاون مع هيئات ومنظمات أهلية من مدينة جرمانا، جلسة حوار مفتوح تناول العديد من القضايا الاجتماعية والوطنية.
واستهل وفد المبادرة اللقاء، الذي عقد في صالة أفراح بمدينة جرمانا، بتقديم التعازي لأهالي الضحايا الذين قتلوا في الاشتباكات التي شهدتها المدينة شهر نهاية نيسان الماضي.
وشارك في النقاش المفتوح عدد من أعضاء المبادرة إلى جانب أهالي الضحايا، ومشايخ ووجهاء المدينة.
وتناول النقاش عدة محاور، أبرزها أحداث جرمانا الأخيرة وأثرها على التماسك الاجتماعي في سوريا، وتصاعد الخطاب الطائفي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد المشاركون على ضرورة نبذ الطائفية في سوريا التي يسعى الجميع إلى تحقيقها، وشدّدوا على الدور الحيوي الذي تلعبه المبادرات الأهلية في إرساء السلم الأهلي، ولا سيما في المناطق التي شهدت توترات أمنية.
وعبّر النقاش في الجلسة عن تطلعات السوريين نحو مستقبل مزدهر لا مكان لخطابات الكراهية والطائفية والمناطقية.
نبذ الطائفية
أشار الحضور إلى أن الشعب السوري محب وحاضن لجميع مكوناته، بشهادة تاريخه الطويل من العيش المشترك في مختلف المناطق السورية.
وأكدوا على ضرورة تفعيل مفهوم “المواطنة الفاعلة”، لأن إعادة توحيد الشعب ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل هو واجب جماعي يجب أن يتحمله المجتمع بأكمله.
مشيرين إلى أن “بعض القضايا لا تحل بالقوانين فقط، بل تتطلب تغيير الصور النمطية، والانفتاح على الآخر، وكسر الحواجز النفسية، ومد الجسور بين أبناء الوطن الواحد”.
وأشار القائمون على المبادرة إلى أنها حرصت على الحضور في مختلف المناطق السورية، من الساحل إلى درعا وعفرين وجرمانا، وستقوم قريباَ بزيارة إلى محافظة السويداء، بهدف تقديم الدعم المادي والمعنوي للعائلات المتضررة من الأحداث الدامية التي وقعت فيها، وتعزيز الرسالة الأساسية التي تسعى المبادرة إلى إيصالها للجميع، وهي “دم السوري على السوري حرام”، والدعوة إلى رفض الفتن والتفرقة، وتعزيز الروح الوطنية الجامعة.
نشاط المبادرة
في خطوة تجسّد روح التضامن الأهلي، وتعزّز مبادئ العيش المشترك، أصدرت منظمات من المجتمع المدني والنشطاء في محافظة حلب بياناً باسم مبادرة “الطائفة السورية”، أعلنوا فيه عن تنفيذ سلسلة من الإجراءات، لدعم طلاب السويداء المقيمين في المدينة، على خلفية التوترات الأخيرة التي وقعت فيها وفي عدد من المحافظات الأخرى.
وشملت الإجراءات تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب، والاطمئنان عليهم في السكن الجامعي، وزيارة الطالب المصاب في مشفى حلب الجامعي.
وأكد البيان على أن مدينة حلب هي مدينة لكل السوريين، وأنها ستبقى مكاناً آمناً لكل من يقصدها طلباً للعلم أو الأمان.
كما دعا إلى تعزيز قيم الوحدة الوطنية والتضامن المجتمعي ونبذ خطاب الكراهية والعنف.
واختتم بشعار “معاً من أجل مجتمع سلمي، متماسك، وآمن لكل أبنائه”.
وفي الثامن والعشرين من شهر آذار الماضي، قامت مبادرة “الطائفة السورية” بمشاركة عدة منظمات وجمعيات خيرية، بزيارات لأهالي قرى مختارية وبرابشبو والبهلولية، في ريف اللاذقية، للتأكيد على أهمية التماسك المجتمعي وعدم الانجرار وراء الفتن الطائفية، بما يضمن مستقبلاً أكثر انسجاماً بين كافة اطياف المجتمع السوري، وتم تقديم بعض الاحتياجات الغذائية الضرورية للعائلات الأكثر حاجة، وللعائلات المدنية المتضررة، وعائلات ضحايا الأمن العام.
وبمناسبة عيد الفطر المبارك، انطلقت المرحلة الثانية من المبادرة لتشمل معايدة الأهالي في مناطق الساحل السوري وحمص وإدلب وحلب، وتوزيع عيديات خاصة بالأطفال، لنشر البهجة ورسم البسمة على وجوههم.
وبمناسبة عيد الفصح المجيد، نظمت المبادرة زيارة للإخوة المسيحيين في مدينة حلب لتقديم التهاني، وشملت الزيارة كنائس اللاتين والكلدانية والمارونية، والروم الكاثوليك، وسادت الزيارة أجواء من المحبة والتأكيد على روح التعايش والوحدة الوطنية.
يذكر أن مبادرة “الطائفة السورية” هي مبادرة أهلية تستهدف تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك بين جميع مكونات الشعب السوري، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو المناطقية.
وتتضمن المبادرة جهود تعزيز التفاهم والتعايش، ونبذ الطائفية، ورفض الخطاب الذي يحرّض على الكراهية والفتنة.