حمص/ بسام الحمد
تعاني مدينة حمص من أزمة خدمات، إذ يجد سكان المدينة أنفسهم أمام واقع صعب يعيق حياتهم اليومية، ورغم محاولات إعادة الحياة إلى المدينة، ما تزال أزمة الكهرباء والمياه تلقي بظلالها الثقيلة على السكان وتزيد من معاناتهم.
ساعات طويلة من انقطاع الكهرباء، إلى جانب شُحّ المياه وارتفاع تكاليف الحصول عليها، تجعل الحياة في حمص أشبه بمعركة مستمرة من أجل البقاء.
ولطلب صهريج مياه، يسير أهالي مسافة طويلة مشياً على الأقدام نحو أحد المناهل وذلك لعدم قدرتهم على استئجار سيارة بسبب ارتفاع الأسعار، ويشيرون إلى أن سعر الخزان الواحد وصل إلى 400 ألف ليرة سورية بسبب زيادة الطلب بعد توقف الضخ بالشبكة الرئيسية.
وبدأت أزمة المياه قبل سيطرة الإدارة العسكرية على المدينة وتحديداً قبل أيام من هروب قوات النظام، وأصبحت مشكلة يعاني منها السكان.
ودون ضخّ المياه للمدينة عبر الشبكة الرئيسية، فإن العائلة الواحدة باتت تحتاج إلى ما يقارب مليون ونصف المليون ليرة شهرياً، وهو مبلغ مضاعف للراتب أو الأجور التي يتلقاها العمال ومحدودي الدخل خلال الشهر الواحد في مدينة حمص.
وتعاني مدينة حمص منذ سيطرة النظام السابق عليها من انقطاع الكهرباء والمياه بشكل كبير، حيث تصل ساعات التقنين إلى 22 ساعة يومياً في حين تصل لمدة ساعتين يتخللهما عدة انقطاعات بسبب الضغط.
وبعد سيطرة إدارة العمليات الجديدة على حمص، وجدت نفسها في موقف صعب أمام تأمين الخدمات للمدينة بسبب الدمار الكبير وتضرر البنية التحتية من الغارات الجوية، إضافة إلى تضرر المحطة الحرارية التي تؤمن خدمات الكهرباء، حيث تعرضت للسرقة.
ووفقاً لسكان في مدينة حمص، فإن الضخّ الذي بدأ خلال الأيام الأخيرة كان ضعيفاً بسبب عدم ملء خزانات المحطة بشكل جيد. لذلك، في حال وصول المياه إلى الطوابق الأولى، فإنها لن تصل إلى الطوابق الأخرى.
ويلجأ المدنيون في حمص إلى شراء ألواح الطاقة الشمسية وتركيب منظومات طاقة، ولكن لا يستطيع شراءها سوى الطبقة الغنية في المدينة، لا سيما أن كلفة 4 ألواح ومحول الطاقة الكهربائية وبطاريتين تبلغ 2400 دولار أميركي.
لكن سكان يقولون إنهم لا يستطيعون شراء منظومة طاقة شمسية لأن دخله الشهري لا يتجاوز 900 ألف ليرة سورية أي نحو 60 دولاراً، ومعظم المدنيين لا تتجاوز رواتبهم الشهرية مليون ليرة.
وتعمل المصالح التجارية والمقاهي والمطاعم على جلب منظومات للطاقة الشمسية، وكذلك الاشتراك ضمن مولدات كهربائية منذ الساعة السادسة مساءً حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً.
يُشار إلى أن الزائر لمدينة حمص يلحظ وجود ارتفاع كبير في الأسعار، خصوصاً في المطاعم والمقاهي، حيث تصل الفواتير في بعض الأحيان إلى ما يعادل ضعفين أو ثلاثة أضعاف ما هي عليه في إدلب، على الرغم من الفوارق في المدخول، ويعزو التجار ذلك إلى الضرائب التي كانت تفرض على المواد الغذائية وارتفاع تكاليف الكهرباء والمياه والمحروقات وعدم توفرها في كثير من الأحيان.