لكل السوريين

تنامي ظاهرة تسول القاصرات والأطفال في الساحل السوري

تقرير/ اـ ن

في ظاهرة غريبة وفريدة انتشرت بشكل واضح الاعداد المتزايدة من الفتيات القاصرات والأطفال دون سن ال 18 عاما، وهم يتسولون في الشوارع من المارة والمحلات بمدينة طرطوس، وفي الأسواق الشعبية المزدحمة والكراجات.

هذه الظاهرة في طرطوس تعكس الواقع الحياتي الصعب الذي تعيشه البشر، ما يفترض الاستنفار الكبير من مؤسسات الحكومة السورية بمتابعة الموضوع والبحث عن اسسه، فهذه ليست مشكلة اجتماعية عابرة، ومن اين قدمت هذه الاعداد الضخمة من المتسولات والمتسولين، وهذا يتطلب أيضا الاستماع من الجميع، وربما ستبين حقيقة أوضاع هؤلاء القاصرات وهن ضحايا للظروف القاسية التي نعيشها جميعا

، يجبن شوارع طرطوس يوميا، يمددن أيديهن طلبا للمساعدة من المارة، مما يتطلب التعامل مع هذه القضية بجدية واستجابة فورية وشاملة من جميع الأطراف المعنية، ويضطر معظم هؤلاء الفتيات للبقاء في الشوارع لساعات طويلة في الشوارع، حيث يقمن بجمع البلاستيك والكرتون لبيعه، أو يمتهن التسول لكسب لقمة العيش.

ويجب العمل جديا من اجل ضمان مستقبل أفضل لهؤلاء الفتيات وضمان حقوقهن في العيش بكرامة وأمان، ان ذلك مؤسف جدا رؤية طفلة في الشارع تتسول بدل أن تكون في المدرسة، يجب على الحكومة والمجتمع ككل أن يتحركوا لإنقاذهن وتوفير حياة كريمة لهن.

لقد باتت رؤية هؤلاء القاصرات والأطفال وهم يتسلون، مشهدا عاديا وطبيعيا، والجميع يتجاهله، لكن الحقيقة أن هذه مشكلة كبيرة، وان هؤلاء الأطفال والبنات القاصرات بحاجة إلى حماية ورعاية، وإلا سنرى المزيد من الضحايا في المستقبل.

السيدة بشرى وهي دكتورة وخبيرة في علم الاجتماع النفسي أوضحت وقالت: إن ظاهرة تسول القاصرات في طرطوس تمثل أزمة اجتماعية وإنسانية خطيرة تتفاقم يومًا بعد يوم، وتضيف أن الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة متعددة، تتراوح بين تداعيات الحرب المستمرة، التي مزقت الأسر وتسببت في فقدان العديد من الأطفال لذويهم، وبين الفقر المدقع الذي يدفع بعض الأسر إلى التخلي عن بناتها، وأشارت إلى أنه قد يكون نتيجة لعجزهم عن تأمين احتياجاتهم الأساسية أو بسبب انعدام الوعي والتوجيه في محيطهم الذي يعيشون فيه، وتؤكد الدكتورة بشرى:  أن بقاء هؤلاء الفتيات في الشوارع يعرضهن لمخاطر جسيمة تتجاوز مسألة التسول، حيث يتعرضن للاختطاف والاستغلال من قبل عصابات تستغل هشاشتهن لجرهن إلى أعمال غير قانونية مثل الدعارة أو السرقة، حيث أن هذه الممارسات لا تقتصر على الإضرار الجسدي والنفسي الفوري للفتيات، بل تترك آثارا طويلة الأمد على صحتهن النفسية والاجتماعية، مما يعيق اندماجهن المستقبلي في المجتمع.

ونؤكد ونشدد على الرغم من الانتشار الواسع لهذه الظاهرة، في أماكن الازدحام وفي شوارع وحارات طرطوس إلا أن الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإنسانية والأهلية والجهات الحكومية وغير الحكومية في مناطق طرطوس وريفها، تبدو غير كافية، وسيبقون هؤلاء الفتيات القصرات والأطفال، يواجهون مصيرا مجهولا دون رعاية أو حماية تذكر، ورغم بعض المحاولات الفردية لإغاثتهن، إلا أن الحاجة تظل ماسة لخطة شاملة تتضمن حماية القاصرات وتوفير ملاذات آمنة لهن.