لكل السوريين

كبار السن في سوريا.. بين ضغوطات الحياة وغياب الأنظمة الاجتماعية

حاوره/ مجد محمد

رغم أن التحاق المسن بدور رعاية المسنين قد يلحق به الأذى النفسي، فيشعر بأن أبناءه تخلوا عنه ونبذته الحياة إلا أن الحاجة لدور رعاية المسنين برزت في السنوات الأخيرة لعدة أسباب أهمها التغيرات التي طرأت على البنية الاجتماعية للعائلات والمجتمع، واختلاف ظروف العيش، إلى جانب قلة الموارد الاقتصادية ومصادر الدخل، وازدياد ضغوطات الحياة، وانشغالات الأفراد، وهجرة الأغلبية منهم فلم يعد الأبناء متفرغون لرعاية كبار السن في العائلة بحكم أعمالهم، إلى جانب غياب نظام اجتماعي واضح يقسم مهام الرعاية بين أفراد العائلة الواحدة، علاوة على غياب الخبرة الكافية للتعامل مع كثير من المشاكل الصحية التي يعانون منها، ولا سيما الخرف والجلطات الدماغية.

والحديث عن هذا الموضوع، وفي هذا الصدد عقدت صحيفتنا حواراً مطولاً مع الأستاذ لبيب مارديني العامل في دار مار منصور الخيرية لرعاية المسنين، ودار الحوار التالي:

*أستاذ لبيب مرحباً بك بداية، دار مار منصور لرعاية المسنين بأسلوب بسيط ما هي؟

هي المركز والمسكن الاجتماعي الوحيد في مدينة الحسكة الذي تقدم الرعاية الكاملة للكبار في السن، أو للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاماً على الأغلب، ففيها يقطنون، ويعيشون شيخوختهم بصحبة عدد آخر من المسنين، ويتلقون خلال وجودهم هناك المأكل، والمشرب، واللباس، والترفيه، والعلاج الطبي أو الرعاية الصحية، وهي مؤسسة غير ربحية كونها تابعة للكنيسة، وتقدم خدمتها بالمجان للمسنين، افتتحت في بداية الألفينات ومستمرة بعملها حتى الآن.

*كعامل في دار مخصصة لرعاية المسنين، من هو المسن، هل الأمر له علاقة بالعمر فقط؟

بالتأكيد لا، المسن هو الفرد الذي يبلغ عمره ٦٠ عام فأكثر، ولا يقصد بالمسن ذلك الإنسان الذي دخل في فترة الشيخوخة، فهناك عدد كبير من المسنين ممن يتمتعون بصحة جسدية، وعقلية، ونفسية سليمة، بعكس بعض الأفراد الذين لا يتمتعون بهذه الصحة السليمة، ولا يقدرون على تنفيذ أي أداء جسدي وهم لم يتجاوزوا عمر المسنين.

*كيف نتعامل مع المسنين، ما هو الأسلوب الأفضل؟

عادة ما يشعر كبار السن بالقلق والوحدة والاكتئاب، وبأنهم يشكلون عبئاً ثقيلاً على من حولهم، لذلك يتوجب علينا إثبات عكس ما يعتقدون من خلال المعاملة الطيبة والتقرب منهم وعمل أشياء يحبونها، فتخصيص وقت كل يوم للجلوس معهم والاستماع إليهم ومعرفة ما يضايقهم ومحاولة إيجاد حلولاً لهم تساعدهم في التخلص مما يزعجهم فهذا كله يجعلهم يشعرون بالسعادة وأنهم مهمون بالنسبة لنا، وكذلك الأخذ بمشورتهم ونصائحهم في بعض أمور الحياة يشعرهم بأن أهميتهم و مكانتهم ما زالت محفوظة بين أفراد العائلة والمجتمع بشكل عام، ولا ننسى الابتسامة في وجوههم وتقديم الشكر لهم دائماً على ما قدموه من أجلنا، ويمكن لاصطحابهم معنا في المناسبات الاجتماعية أن يزيدهم سروراً.

*وما هو أفضل أسلوب للتحدث والحوار معهم؟

عادة ما يصاب كبار السن بالنسيان وضعف الذاكرة فتجده يتحدث إليك بنفس الموضوع مرات عديدة أو أن يقاطعك أثناء حديثك، فعليك التزام الهدوء وعدم الشعور بالضجر منهم، بل أعطهم فرصة للحديث والتكلم عما في داخلهم فهم يرغبون بالفضفضة والحديث عن مشاكلهم، ويجب تجنب الحديث أمام المسن بصوت منخفض فقد يظن أنك تتكلم عنه، ونساعدهم بالتعرف علة مشاكلهم وإيجاد الحلول لها ولا نتردد من الإجابة على أسئلتهم إن كانت مكررة أو مملة، وكذلك النظر إليهم وهم يتكلمون حيث يشعر المسن بأنك مهتم به ولكلامه، وأيضاً حاول قضاء حاجاتهم وطلباتهم في نفس وقت الطلب ولا تشعرهم بالغضب أو الضجر.

*ما هي أغلبية الأمراض الشائعة لدى المسنين؟

 

الاضطرابات السلوكية، حيث تعد الاضطرابات السلوكية من أكثر الأمراض شهرة وشيوعاً لدى كبار السن، إذ لا يكون منشؤها نفسياً في كل الحالات، وتحدث في الغالب حيث تتفاقم عند إصابة المسنين بمشاكل صحية معينة، مثل ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر في الدم، وحدوث خلل في عمليات الأيض في أجسامهم، وانخفاض مستوى الأملاح لديهم، والإفراط أو النقص في نشاط غدتهم الدرقية، احتشاء عضلة القلب، حيث يعتبر هذا المرض أحد أكثر الأمراض التي من المؤهل أن تصيب المسنين، كما أنها المسبب الأول لوفاتهم، وتعد إصابة النساء به أكثر من الرجال لأسباب عديدة منها عطب الأوعية الدموية في شبكية العين، ممّا قد يؤدي للعمى إن أُهمل تقديم العلاج لهم، هشاشة العظام، والزهايمر، يواجه العديد من كبار السن مشاكل في الذاكرة، حيث إن احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر تكون أعلى عند سن الخامسة والستين،

ويعد هذا المرض مرضاً خطيراً يقوم بمهاجمة خلايا المخ، ومن الممكن أن يسبب العديد من الأعراض كفقدان الذاكرة والقدرات المعرفية، وفقدان الشهية، حيث يمكن أن يصاب المسنون بمرض فقدان الشهية الذي يسبب لهم خللاً في التوازن بين حاجاتهم من الغذاء واستهلاكهم له، الأمر الذي يؤدي لخلل وظيفي ويؤثر على عمليات الأيض، بالإضافة للتقليل من كتلة أجسامهم، وقد يؤثر ذلك بشكل سلبي على مقدرة أجسادهم على الشفاء من الأمراض.

*كتغذية، كيف نحافظ على تغذية أفضل للمسنين؟

تحدث الكثير من التغيرات لجسم الإنسان خلال مرحلة الشيخوخة، مما قد يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض، ولأجل الحفاظ على صحة جيدة وجسم سليم، فإنه يجب اتباع نظام غذائي محدد، فنحن دوما ما نعطي بعض النصائح لما يجب أن يحتوي عليه غذاء المسنين، فيجب الاهتمام بنوعية غذاء المسن، حيث يجب أن يحتوي الغذاء على مختلف العناصر الغذائية كالفيتامينات والمعادن، وذلك كي لا يعاني من نقصها، إذ يكون الإنسان في هذا السن بحاجة كبيرة للفيتامينات والمعادن بشكل خاص، ويجب كذلك الاهتمام بالعوامل التي يمكن أن تؤثر على أداء ذاكرة المسن، كنقص فيتامين ب ١٢، ونقص الأحماض الدهنية الأساسية في جسده، وفقر الدم، والاكتئاب، وذلك عبر تقديم طعام متوازن متنوع ذي قيمة غذائية مرتفعة، مع مراعاة إضافة الأعشاب الطبيعية التي تفيد الذاكرة كالكركم والميرمية وإكليل الجبل، ويجب أيضاً الاهتمام بصيغة الفيتامينات التي تقدم للمسن، ويفضل اختيار الفيتامينات التي تحتوي على مضادات الأكسدة منها من المجموعة، كما يجب الحرص على تقديم الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة والألبان واللحوم.

*ما هي أغلبية الأمراض الشائعة التي تلاحظونها عند المسنين في المنطقة؟

عدة اضطرابات وأمراض، ومنها الاضطرابات السلوكية، حيث تعد الاضطرابات السلوكية من أكثر الأمراض شهرة شيوعاً لدى كبار السن، إذ لا يكون منشؤها نفسياً في كل الحالات، وتحدث في الغالب حيث تتفاقم عند إصابة المسنين بمشاك

ل صحية معينة، مثل ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر في الدم، وحدوث خلل في عمليات الأيض في أجسامهم، وانخفاض مستوى الأملاح لديهم، والإفراط أو النقص في نشاط غدتهم الدرقية، وكذلك احتشاء عضلة القلب، حيث يعتبر هذا المرض أحد أكثر الأمراض التي تصيب المسنين، كما أنها المسبب الأول لوفاتهم، وتعد إصابة النساء به أكثر من الرجال لأسباب عديدة ومنها عطب الأوعية الدموية في شبكية العين، مما قد يؤدي للعمى إن أهمل تقديم العلاج لهم، وهشاشة العظام، والزهايمر، حيث يواجه العديد من كبار السن مشاكل في الذاكرة، حيث إن احتمالية الإصابة بمرض الز

هايمر تكون أعلى عند سن الخامسة والستين، ويعد هذا المرض مرضاً خطيراً يقوم بمهاجمة خلايا المخ، ومن الممكن أن يسبب العديد من الأعراض كفقدان الذاكرة والقدرات المعرفية، وفقدان الشهية، حيث يصاب المسنون بمرض فقدان الشهية الذي يسبب لهم خللاً في التوازن بين حاجاتهم من الغذاء واستهلاكهم له، الأمر الذي يؤدي لخلل وظيفي ويؤثر على عمليات الأيض، بالإضافة للتقليل من كتلة أجسامهم، وقد يؤثر ذلك بشكل سلبي على مقدرة أجسادهم على الشفاء من الأمراض.

*في ذات الموضوع، كلمة أخيرة لك تحب أن تضيفها، المجال مفتوح لك..

أحدث الاحصائيات تشير إلى أنه يشيخ سكان العالم بسرعة، ويتوقع أن تزداد نسبة السكان أصحاب ال٦٠ عام وأكثر إلى الضعف، حيث ستزداد من ١٢٪-٢٢٪، ويعاني كبار السن الذين تتراوح أعمارهم ٦٠ فأكثر من اضطرابات ومشاكل نفسية بنسبة ١٥٪، وتعد الصحة الانفعالية والنفسية أمرين مهمين لدى المسنين كأي مرحلة أخرى من مراحل الحياة، وتعزى حالات العجز الكلية لدى كبار السن إلى الاضطرابات والمشاكل النفسية العصبية بنسبة ٦.٦٪.