لكل السوريين

طرطوس.. انحطاط القدرة الشرائية تؤدي لارتفاع الأسعار في المطاعم الشعبية

 تقرير/ أ ـ ن

في ظل أزمة ارتفاع الأسعار والتي لا تتناسب مع الدخل المحدود والمعدوم، قامت جمعية المأكولات الشعبية بطرطوس برفع أسعار المأكولات في المطاعم الشعبية بمختلف أصنافها، وقد زادت الأسعار بنسبة 75 بالمئة عن الأسعار المعتمدة وفق اللائحة المطبقة اليوم، وهذه ليست المرة الأولى التي تتقدم بها الجمعية بطلب لرفع الأسعار، وتأتي اللائحة الجديدة، تماشيا مع ارتفاع تكاليف تلك المأكولات.

لكن مطاعم المأكولات الشعبية كلها رابحة، ولا يوجد مطعم خاسر، فهناك كل يوم مطاعم جديدة تدخل السوق، وهذا يكذب كل الاقوال إن هناك مطاعم أغلقت أبوابها بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل مقارنة بالأرباح المحققة، أو لأنها خسرت، بل على العكس تماما هناك زيادة بأعداد المطاعم، لكن هناك عدم التزام وشطط عند معظم المطاعم، وهذا عائد لأسباب تتعلق بارتفاع تكاليف تأمين المواد الأولية التي تدخل في صناعة المأكولات الشعبية وعدم مجاراتها من قبل الجهات المعنية، والزيادة المرتقبة لا تتماشى مع متوسط الرواتب والأجور الحالية، ويأتي ارتفاع الأسعار في وقت تراجعت فيه القوة الشرائية في ظل ارتفاع التضخم، حيث أن الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة السورية يقدر10مليون ليرة سورية شهريا، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعصف بالبلاد، يجد المواطن السوري نفسه أمام تحد يومي للبقاء على قيد الحياة، وهذا الارتفاع الحاد في تكاليف المعيشة يضع المواطن  أمام سؤال تعجيزي: كيف يمكن تأمين لقمة العيش في ظل هذا الواقع المرير؟.

دخلت المأكولات الشعبية في طرطوس إلى حلبة سباق الجري حول الأسعار، حيث أصبحت خارجة عن متناول أصحاب الدخل المحدود والفقراء، إذ لم تعد الأطعمة التي كانت دائما تعتبر شعبية تحمل هذه الصفة بعد الارتفاع المتسارع في الأسعار، الذي جعلها غير متاحة لغالبية الفقراء، وفي هذا السياق، يتصاعد القلق حيال تأثير هذا الارتفاع على القدرة الشرائية للمجتمع.

حيث ارتفع سعر قرص الفلافل الذي كان يقدم كضيافة مجانية إلى أكثر من 600 ليرة، وأن هذا الارتفاع الكبير في أسعار المأكولات الشعبية يضع تحديات كبيرة أمام الأسر ذات الدخل المحدود، ومما لا شك فيه أن سندويشة الفلافل لم تعد زادا للموظف ولا فطورا للطالب، وأصبحت سندويشة الفلافل، يتراوح سعرها بين 7000 الى 9000 ليرة، وإن أسعار المأكولات الشعبية في طرطوس أصبحت غالية جداً، فقرار الرفع هذا  قضى برفع أسعار مستلزمات الإنتاج بنسبة  70%،  حيث بلغ سعر كيلو الحمص الحب في الأسواق يتراوح بين 30 الى 40 ألف ليرة، وكيلو الفول يتراوح بين 30 الى 35 ألف ليرة سورية.

السيد زياد صاحب أحد المطاعم بطرطوس قال لنا: أن سعر جرة الغاز الحر وصل إلى 800 ألف ليرة سورية، أن التقنين الكهربائي يجبر المطاعم على الاعتماد على المولدات لتشغيل الآلات والبرادات، وعزا ارتفاع أسعار سندويش الشاورما ووجبات الدجاج الجاهزة في المطاعم إلى أن المشكلة الأساسية هي ارتفاع أسعار الفروج الحي من المداجن، لافتا إلى أن ارتفاع سعر كيلو صدر الدجاج بمقدار45  ألف ليرة سورية، ويشار إلى أن المطاعم المصنفة سياحيا نجمتين تخضع الطلبات فيها لرسم إنفاق استهلاكي، إعادة إعمار، وإدارة محلية زيادة على الفاتورة عدا عن الضريبة التي يلتزم بدفعها صاحب المطعم للمالية، لذلك تكون أسعارها مرتفعة عن المطاعم غير المصنفة.

السيد أبو أكرم صاحب مطعم للأكلات الشعبية أوضح قائلا: أن التكاليف المادية على المأكولات والمواد الأولية المكونة لها، ارتفعت وزادت وتضخمت أكثر من السابق، وخاصة مع ارتفاع مستلزمات المواد الداخلة في صناعة المأكولات والزيوت، إضافة الى ذلك، غلاء أسعار الذي اصاب حوامل الطاقة والغاز، ومختلف مستلزمات محلات السندويش، ويمكن الكشف عن  أحوال الأسواق وعمل المطاعم، إذ بات أغلبها غير قادر على العمل بموجب الأسعار القديمة تزامنا مع هذه الارتفاعات، لأن ما يريده أصحاب المحال هو العمل بشرف وبأخلاق وبموجب نشرة رسمية، لا أن تكون خارجة عنها تجنبا للمساءلة التموينية على الرغم من التفاوت بين السعر القديم والأسعار على الواقع، مما يوجب رفع من جديد مع تحديد أسعار المواد الأولية والمبررات اللازمة، كي نتمكن من العمل وبما يناسب قدرة المواطن بالحد الأدنى.

السيد بلال وهو صاحب مطعم شعبي أضاف قائلا: يجب تعديل أسعار المأكولات الشعبية بما يتوافق مع ارتفاع تكاليف معظم المواد الأولية، مؤكداً أن الزيادة على أسعار المأكولات الشعبية يجب ان تزيد على 70 بالمئة، فأسعار جميع المأكولات الشعبية من دون أي استثناء تشهد ارتفاعا عشوائي، وعدم تقيد بالأسعار الرسمية المحددة، فأصحاب المطاعم لا يستطيعون الالتزام بالتسعيرة القديمة لكونها لم تعد منصفة لهم، ولا تراعي الزيادات الحاصلة بأسعار التكاليف.