لكل السوريين

سلميّة تعجزُ عن حلّ معادلة “الخبز”.. والمعنيون في سبات!

حماة/ حكمت أسود 

السوريّ الذي أنهكهُ التقشف والتقنين، ونسي طعم اللحم والفاكهة وغيرهما الكثير، يكاد يعجز اليوم عن تأمين رغيف خبز حاف لعائلته سيّما في مدينة سلميّة بريف حماة الشرقي.

فالمعنيون عن الخبز لايبالون بأناس لا يقوون على شراء الخبز السياحي الذي تجاوز سعره الألف ليرة، ضاربين عرض الحائط بمطالبهم بزيادة حصتهم اليومية لربطتين على الأقل.

“غيث”، عامل بناء، يقول: “أعمل طيلة النهار وأعود للبيت فلا أجد خبز لأن حصتنا 7 أرغفة يتناولها أولادي الثلاثة على الفطور، وإن تبقى شيء فهو مجرد فتات”.

بدورها تروي “سمر”، ربّة منزل، معاناتها مع تدبر أرغفة إسعافية من الجيران أو أهلها، وعندما لا تجد تضطر لطهي بدائل عن الخبز، ومع ذلك لا شي يغني، إذ عند المساء يجوع الصغار.

وتقول: “بإمكاننا نحن الكبار أن ننام من دون عشاء، ولكن كيف يمكن إقناع الصغار على الذهاب للفراش وهم جائعون؟”.

أما “أحمد”، موظف في القطاع العام، يضيف “حتى الخبز أصبح بالقطارة، وهو الغذاء الوحيد المتبقي للفقراء بعد أن استغنينا عن كثير من المأكولات كرمى لعيون الغلاء والفاسدين، ولكن أن يصل التقشف القسري للخبز فهذه مشكلة عظيمة”.

ويتابع “حاولنا أن نعرف سبب تقليص حصتنا ولكن عبثاً فعلنا، فاستعنا بخبز سياحي وبخبز التنور، ولكن وقعنا في عجز مادي، إذ أصبحنا بحاجة أكثر من ٢٠ ألف ليرة شهرياً ثمن خبز، لذا نطالب بزيادة حصة كل عائلة، لأن من غير المنطقي أن تكفي ربطة واحدة لعائلة كبيرة على مدار يوم كامل”.

في المقابل بيّن معتمدو الخبز في المنطقة أن ما يمنح لهم من قبل الموزعين بناء على عدد البطاقات المسجلة، ومع ذلك يوجد نقص بمعدل ٢٠ ربطة يومياً، وهذا يوقعهم في إحراج مع الناس.

من جهته أكد مدير مخبز سلمية الآلي “إياد يازجي” لصحيفة محلية، عدم علاقته بموضوع توزيع الخبز، فمهمته محصورة بإنتاج كامل الكمية المخصصة يومياً من مادة الخبز، إلا أن كمية الدقيق تم تخفيضها بنسبة ١٦ % وهذا يعد أزمة كبيرة يخشى من تفاقمها.

هذا ما يثبت تورّط مجلس المدينة في كل مشكلة وعرقلة الحلول، ويؤكد أنّ البطاقة الذكية لم تُخلق سوى لإذلال المواطن ولحماية الفاسدين.