لكل السوريين

مطالب بكواتم صوت.. بدائل الكهرباء تشكل مصدر إزعاج لأهالي محافظتي الساحل

اللاذقية ـ طرطوس/ سلاف العلي ـ ا ـ ن 

أصبح مفهوم الكهرباء اليوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبطاريات والمولدات الكهربائية وغيرها من المعدات الأخرى التي من شأنها أن تولد الطاقة في ظل ما تشهده البلاد من أزمة اقتصادية، وفي محافظتي اللاذقية وطرطوس ما إن تتجول في شوارع إحدى المدينتين تلاحظ انتشارا كبيرا للبطاريات وبدائل الكهرباء، على الرغم من أنها باتت مصدر إزعاج للأهالي.

ومن المعروف أن مصادر الطاقة المتنوعة التي تتمثل في البطاريات بأحجام وأشكال مختلفة تستطيع توليد كمية لا بأس بها من الطاقة الكهربائية وبشكل إيجابي دون صدور أصوات وأخذ مواقع في الشوارع والأرصفة، كما أن هناك الخلية الشمسية التي تعد أحد مصادر الطاقة النظيفة والبسيطة إلا أن هذه الخدمة قليلة جداً في أسواقنا ومعاملنا ومحلاتنا التجارية نظراً لأسعارها الباهظة الثمن، لذلك فأن الكثير من الفعاليات الاقتصادية والتجارية تقوم بوضع المولدات الكهربائية ذات الاستطاعات الأكبر بكثير مما تزودنا به البطارية.

وأمام هذا الواقع فقد شهدت الآونة الأخيرة كثرة في المولدات الكهربائية المنتشرة في الشوارع والأرصفة والحدائق العامة والممرات وغيرها بشكل لا يسر عين الناظر لها، وأمام انتشارها وعدم انتظامها ومع وجود إشارات استفهام حولها كيف تقوم الجهات المعنية بتنظيم عمل تلك وكيف يتعامل أصحابها مع القرارات والتعاميم الخاصة بشأنها، وهل يلتزم أصحاب الفعاليات التجارية والصناعية وحتى الأهلية بشروط تشغيل المولدات وتركيب كواتم الصوت لها بشكل يمنع الآثار السلبية الناجمة عنها على المجتمع المحيط بها؟

الكثير من المواطنين أبدوا انزعاجهم من أصوات وضجيج تلك المولدات التي لا تحتوي كواتم صوت وغابت عنها آلية العمل والتشغيل.

يقول المواطن بديع من محافظة اللاذقية “تعد المولدات الكهربائية من المعدات الخدمية في مجتمعنا، لكن مظهرها وعدم تنظيم آلية عملها وموقعها في الشوارع والطرقات والأرصفة لا يتناسب مع الواقع العام، فهناك الكثير من المولدات الضخمة والديزل ذات أصوات مزعجة جداً، وتغيب عنها كواتم الصوت، أو أن أصحابها لا يتقيدون بوضع كواتم صوت لها، ومما يزيد الطين بلة بأن التقنين الكهربائي يكون لأكثر من أربع ساعات، والمعدات تعمل على مدار الساعة”.

الكثير من المواطنين أظهروا استياءهم لواقعها وانتشارها الكثيف بشكل عشوائي مع أصواتها المرتفعة، وقدموا الشكاوى إلى الجهات المعنية لتبقى حتى تاريخه حبراً على ورق، دون أن يتم تنظيم تلك المولدات المختلفة الأنواع والأحجام بطرق إيجابية تتناسب مع البيئة والوضع الاجتماعي للأحياء والشوارع والحدائق.

المهندسة سليمة أشارت إلى أن الضجيج الذي تصدره تلك المولدات يشكل صداعاً مستمراً، فصاحب أي فعالية سواء أكانت تجارية أو صناعية أو أهلية يقوم بوضع هذه المحركات والمولدات بشكل عشوائي، وبتمديد الأشرطة والأسلاك الكهربائية بطرق غير مدروسة، لتنتشر في الجزر الوسطية والأرصفة العامة وعلى جانبي الطرقات بشكل كبير، ناهيك عن تسرب الديزل منها بشكل مستمر مسبباً تلوثاً بيئياً للمنطقة كونها تستمر بالعمل لساعات طويلة، فلماذا لا يوجد حل جذري لهذه المولدات عبر تركيب محركات كبيرة ذات استطاعات متعددة تحت إشراف الجهات العامة، وبهذا العمل نكون قد حددنا موقع الخلل وتنظيم عمل هذه المولدات التي تسبب إشكالات ومشاكل عديدة بين الأهالي.

صاحب محل لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية في طرطوس، قال “أن لديه محلاً تجارياً، يوجد ضمنه برادات وواجهات مبردة وفريزر، فهل يعقل أن تبقى هذه البرادات مطفئة لأكثر من أربع ساعات ونصف دون وجود مولدات كبيرة لتشغيلها؟! فالبطارية العادية لا يمكن أن تفي لهذه الأغراض وإنما تعمل للأشياء الشخصية فقط والإنارة الخفيفة، فنحن نضع المولدة أمام المحل ونشعلها عند انقطاع التيار الكهربائي وفقاً للشروط العامة، ونقوم بدفع الرسوم والضرائب للجهات المعنية أصولاً، والمولدات المنتشرة غير منظمة تنظيماً أفضل، رغم ان بعض التجار قاموا باستيراد المولدات المختلفة الأحجام دون أن تحتوي على كواتم صوت وبيعها للمستهلك؟!

ويرى العديد من الأهالي أن تنظيم هذه المولدات يقع على عاتق جهات معينة، وأصبح من الضروريات اليومية لكثرة استخدامها واستعمالها لساعات طويلة،

ويطالب آخرون بوجود كواتم مع مجمدات صوت للمحركات والمولدات القديمة على أن يتم تضافر جهود الجهات المعنية ذات الصلة بهذا الشأن باستبدال تلك المولدات بالطاقات النظيفة البديلة لكن ذلك مكلف وباهظ الثمن وهو امر  يحتاج إلى دراسة موسعة وكاملة.