لكل السوريين

شارعي “القوتلي وتل أبيض”، ومدينتنا “الرقة” مأساة؟!!

محمد عزو

في حديث حول مدينتي الرقة الحوراء، كان صديقي ابن كوباني “عين العرب” مستنكراً ويقول: وكيف ترى هذين الشارعين؟!!، يقصد شارعي تل أبيض والقوتلي” ما يطلق عليه تحبباً بـ “شارع الشوايا”، قلت له لا يا صديقي “كاميران”، نعم معك حق لكن رغم ما تراه، فمدينتي الرقة جميلة ألا ترى الأرصفة زاهية الألوان بكراسي المقاهي، في هذين الشارعين وكأنهما كالفسيفساء بديعة الألوان، رد غاضباً وقال: أما ترى الحال التي وصلت إليها الرقة الجميلة وخاصة شوارعها الرئيسة، كل شيء فيها أصبح عشوائياً لا يوجد شيء في مكانه الصحيح، وأرى كل الغيارى متذمر وساخط على حالة الشوارع، ولاسيما هذين الشارعين الرئيسين في المدينة، لم أرد أن أكون مستمعاً فقط، فقاطعته قائلاً بدعابة جميلة: ألا ترى المروج الخضراء التي تملأ حواري المدينة؟!.

ضحك صديقي “كاميران”، وقال يبدو أن أزمة السير في هذين الشارعين أصبحت دائمة، ومثيرة لعدم تطبيق قانون السير فيها، قلت والله الأزمة مرشحة للتفاقم، خاصة وأن شريحة كبيرة من السائقين يجهلون قانون السير في مدينتنا الرقة، فكيف حصلوا على شهادة قيادة السيارة هذا ما لا نعرفه؟!.

واستطردت في الحديث، وقلت: يا صديقي رغم ذلك، ألا تشعر بهدوء جميل في هذه الشوارع، حيث لا سَماعَ لجرس الإسعاف ولا صوت صفارات شرطة السير، ولا صوت بوق سيارات الاطفاء، ألا يثيرك نظافة شوارع رقتي، وخاصة شارعي تل أبيض والقوتلي، الم تلاحظ سعة هذه الشوارع، حيث تركن السيارات في الاماكن المخصصة لها عن اليمين وعن اليسار، وحتى في وسط السارع؟!!.

يا كمران ألا تعجبك تلك الرياضة المحببة لنا نحن أهل الرقة وهي ليست أي رياضة، بل هي رياضة القفز فوق حفر هذين الشارعين وغيرهما، إذ أن القفز فوق مثل هذه الحفر، يساعد سكان رقتنا على نحافتهم ورشاقتهم وقدراتهم العقلية والذهنية، عن طريق حفظ التوازن وعدم السقوط والمناورة، كي يتجنبوا السقوط في الحفر، فلا تقل عن رقتي أنها ليست مدينة جميلة، وإن شئت يا صديقي أحدثك عن مزايا أخرى تتمتع بها رقتي، غير جمال هذين الشارعين، فالناس فيها يحترمون حرية الآخر حتى أنها تتمتع بكل الحرية، حيث أن الناس يفعلون ما يشاؤون، يغلقون الشوارع بخيام المآتم والأعراس فلا لوم من أحد، الناس، وتتمتع مدينتي بسماع موسيقى صاخبة صادرة من أبواق السيارات وعربات الباعة المتجولين، في جميع الأوقات ولا أحد يعترض، نحن متحضرون نحترم خصوصيات بعضنا البعض؟!!.

شوارع ليس فيها ضابطة تكفي كما في تقاطع متحف الرقة، وأغلب الشوارع يا صديقي وخاصة الرئيسة تحولت كلها للتسوق، فلا رصيف لخدمة المواطن، ولا هي مخصصة لنقل المواطنين لغاياتهم المقصودة، ولتعلم يا صديقي أن المراقبة على ساحات مدينتنا تخضع لقيم وأخلاق المراقبين عليها، فهم يعتبرون أنفسهم إخوة للتجار والباعة، فحرام منع باسط الخضار وهو يتجاوز على القانون، مثل ما يفعل بائع الخضار والفواكه في ساحة ساعة المدينة، الذي جعل من جهتها الشرقية كاملة ملك له.

فهل رأيت مدينة كمدينتنا يا صديقي؟!!، فلا تقل لي يا صديقي أن رقتي ليست جميلة، وأن شوارعها محفرة ومستباحة، وإن أردت عددت لك المزيد من نقاط جمالها من مبان كانت مدمرة تم إصلاحها كاملةً، وشوارع كانت محفرة يمكن المرور بها سابقاَ تم تزفيتها وتعبيدها وتنويرها، مثل شارعي القوتلي وشارع تل أبيض، دعك معي صديقي وركز معي واعطني عقلك.