لكل السوريين

مهجرو عفرين يخشون من انتشار أوبئة في المخيمات ويعددون الأسباب التي يتخوفوها

يخشى مهجرو منطقة عفرين، شمال غربي سوريا، الذين يعيشون في مخيمات ومنازل شبه مدمرة في قرى وبلدات بريف حلب الشمالي، من انتشار فيروس “كورونا المستجد”، وسط افتقار المنطقة للأجهزة والأدوية الطبية والكوادر الصحية المتدربة ومراكز الحجر الصحي.

وتعيش /1.765/ عائلة مهجرة من منطقة عفرين، تضم /7.044/ شخصاً، في خمسة مخيمات بريف حلب الشمالي هي (العودة، وبرخدان، وسردم، والشهباء، وعفرين)، وفق آخر إحصائيات هيئة الشؤون الاجتماعية في الإدارة الذاتية لمنطقة عفرين والتي تعمل في مناطق من ريف حلب الشمالي.

منطقة مهددة بالأوبئة

ويزيد قرب الخيام من بعضها واكتظاظها بالنازحين المخاوف من سهولة انتشار الوباء، خاصة وأن “منطقة ريف حلب الشمالي، مهددة بانتشار الأوبئة ومكان مناسب لانتشار الأمراض وانتقالها، نتيجة اهمالها لسنوات عديدة، بعد المعارك العديدة التي دارت على جغرافيتها وبقاء الجثث تحت الأنقاض”.

وينشغل آزاد عنتابي(43 عاماً)، مهجّر من منطقة عفرين المقيم في مخيم “سردم” بريف حلب الشمالي، مع أفراد من عائلته بتنظيف وترتيب خيمتهم، وسط خشيتهم من انتشار الفيروس في ظل الإمكانات الطبية المحدودة “في مخيمات تضم العديد من الأطفال وكبار السن، ومع شح المعقمات والمنظفات”.

وأضاف عنتابي أن هناك صعوبة في تعقيم أرضية المخيم، وأنه في حال حدث انتشار لفيروس “كورونا” داخل المخيمات، فلا شك أنه “سيؤدي إلى كارثة”، على حد تعبيره.

غياب الخدمات الطبية

ويعتبر مستشفى “أفرين” بقرية فافين المستشفى الوحيد في منطقة ريف حلب الشمالي حيث يقيم مهجرو عفرين، بالإضافة إلى سبعة مراكز طبية للهلال الأحمر منتشرة على القرى والبلدات المجاورة.

ويتساءل آزاد ” إذا لم تستطع الدول المتطورة تكنولوجياً السيطرة على الفيروس، فكيف سيكون الحال في منطقتنا التي تفتقر لكل شيء من شأنه مواجهة كورونا؟”، في حين يطالب “الجهات المعنية بتزويد المخيمات بمواد تعقيم ورفع سوية الخدمات الطبية حتى تستطيع اجتياز هذه المحنة”، على حد وصفه .

وكان الهلال الأحمر في عفرين قد وجه، في الـ/19/ من آذار/ مارس، نداءً إلى منظمة الصحة العالمية يطالبها فيه بإمداده بالأجهزة والفرق الطبية للوقاية من انتشار فيروس “كورونا” في المنطقة التي تعاني وضعاً طبياً “سيئاً”.

وقال الهلال الأحمر، في بيانه حينها، إنه يفتقد إلى الكمامات الواقية للنازحين والكفوف والبدلات وكمامات (N95)، وكذلك الموارد البشرية من كوادر طبية للعناية بحالات الإصابة في حال ظهورها، مشيراً إلى أن مخيمات النازحين في ريف حلب الشمالي تفتقد إلى مركز عزل في حال وجود حالات مشتبه بها.

ضيق المساحات

من جانبه وصف محمد علي(54عاماً)، أحد قاطني مخيم “سردم” حالة عائلته داخل المخيم: “خيمتي طولها ستة أمتار بعرض أربعة أمتار، نقيم أنا وسبعة أفراد من عائلتي في هذه المساحة الضيقة، كما لا تبعد خيمتي عن الخيمة المجاورة أكثر من متر، لذا من البديهي أن أي مرض يصيب جاري سيصيبني أنا وعائلتي أيضاً”.

ويرى علي أن هناك ضرورة لتشديد الإجراءات الوقائية داخل المخيمات، إذ لا يجب أن يخرج الجميع سوية لجلب احتياجاتهم من السوق، كما لابد من توزيع الكمامات والقفازات ومواد التعقيم على الأهالي، “هذا فقط ما يمكن أن يقي قاطني المخيمات من انتشار الفيروس داخلها”.

وكانت خلية الأزمة بريف حلب الشمالي، قد اتخذت مع بدء حظر التجول في المنطقة عدة اجراءات احترازية للوقاية من الفيروس برش المخيمات وتعقيم الشوارع وأحياء المخيم بمادة الكلور المعقمة، بالإضافة إلى وضع أجهزة فحص للحرارة عن بعد على مدخل المخيمات والنقاط الطبية، وإغلاق المعابر(معبر الأحداث وبلدة نبل) مع مدينة حلب.

وقالت سلمى شيخ حبيب(35عاماً)، مهجرة من منطقة عفرين وتقيم في مخيم “برخدان”، إن الحمامات المشتركة داخل المخيمات، قد تكون سبباً آخر لانتشار فيروس “كورونا”، مشيرة إلى أن “الخيمة باتت بديلاً عن منزل كامل”.

وأضافت أنها لا تستطيع ضبط أطفالها داخل خيمة صغيرة، ” إذ لا يوجد تلفاز ولا ألعاب حتى يقضي الأطفال وقتهم”.

 تدابير “بسيطة”

وقالت نسرين شعبو، إدارية في مخيم “برخدان”، بريف حلب الشمالي، لـ”نورث برس”، إن المخيم يعاني من نقص مواد التعقيم في ظل الحصار المفروض على المنطقة، مشيرة إلى أنهم يتبعون، في ظل الإمكانات الضعيفة، “بعض التدابير البسيطة من فحص حرارة الأشخاص أمام باب المخيم، بالإضافة لإلغاء الغسالات المشتركة”.

وكانت إدارة مخيمات مهجري عفرين قد خصصت في البداية غسالات مشتركة لغسل الملابس لكل قطاع في المخيم، لكنها ألغتها بعد تفشي فيروس “كورونا المستجد” في دول الجوار، ما دفع المهجرين إلى غسل ملابسهم داخل خيمهم.

وناشدت شعبو كافة المنظمات الإنسانية لزيارة مخيمات مهجري عفرين للاطلاع على أوضاعها وتقديم المساعدات الطبية، مضيفة أنه “إلى الآن لم تزرنا أي منظمة ولم تقدم يد المساعدة لمهجري عفرين”.

وهجّرت تركيا ومرتزقتها ما يقارب الـ 300 ألف عائلة من عفرين صوب مناطق قريبة من مدينة حلب في العام 2018.

نورث برس