لكل السوريين

المواقع الأثرية.. إهمال حكومي عقب التخريب

تقرير/ بسام الحمد

نُكِبت الآثار السورية خلال ثلاثة عشر عاما من الحرب، بدمار هائل ونهبٍ طال أهم المواقع المدرَجة على قائمة التراث العالمي.

ورغم أن المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة لحكومة النظام السابق وثّقت الكثير من تلك الأضرار، فإن الإلمام بالتفاصيل الكاملة لحجم التخريب ما زال صعباً.

وظهر التدمير في الكثير من المناطق غايةً في حد ذاته، خاصة عندما فجرت الجماعات المسلحة قوس النصر الشهير في مدينة تدمر، وعرّضت العملية على البث المباشر عبر الإنترنت.

ويمكن تقسيم الاعتداء على الآثار السورية خلال الحرب، إلى عدة أنواع، بعضها تم بدوافع أيديولوجية إلغائية اختصت بها الجماعات المتطرفة، والآخر مارس السرقة بهدف البيع والتكسّب من التهريب.

خلال مسح أجراه مختصون في علم الأثار مطلع العام الماضي تبيَّن أن بعض المواقع تعرَّض لدمار جزئي والآخر أصابه دمار كبير وغيرهما تعرَّض لدمار كلّي.

لا يغيب عن ذهن الكثير أن جميع أطراف النزاع في سوريا خربت في المعالم الأثرية السورية من تنظيم “داعش” إلى فصائل المعارضة وصولاً للنظام السوري السابق والفصائل المسلحة التابعة له.

واستهدفت ألة الحرب العسكرية التابعة للنظام السوري السابق المعالم الأثرية السورية وحولتها لثكنات عسكرية فيما حولت الجماعات المسلحة بعض المعالم لمستودعات أسلحة ونقبت فيها بشكل عشوائي.

ولا يمكن حصر الأضرار في كل المواقع حاليا كإيبلا خاصة التي حوّلتها الجماعات المسلحة إلى قاعدة عسكرية، وحفروا فيها الكثير من الخنادق التي دمَّرت السويّات الأثرية.

وتشتهر إيبلا بألواحها المكتوبة العائدة لعدة آلاف عام قبل الميلاد، وقد غيَّرت الكثير من الحقائق التاريخية بعد اكتشافها على يد العالم الإيطالي باولو ماتيه.

وتعرضت اللقى الأثرية السورية لسرقات على مدى سنوات، وعمل تجار الآثار على إيصالها إلى أوربا، ويُنتظر من الحكومة الجديدة أن تتابع موضوع آثار البلاد.

وتعرَّضت مدينة ماري التاريخية على ضفاف الفرات، إلى التدمير والسرقة، كذلك الأمر بالنسبة لمدينة أفاميا في ريف حماة، حيث سُرقت التيجان والأعمدة وتم نبش المكان بآلاف الحفر التي خربت الآثار.

ولم تنجُ المواقع الأثرية في جنوب سوريا وشمالها الشرقي من التدمير والسرقة، فتعرَّض بعضُها للتجريف بالآليات بهدف الحصول على القطع الأثرية. مثلما حصل في موقِعَي تل القرامل وتل عجاجة.

وتعرَّضت مدينة البارا الأثرية في ريف حماة، لأضرار كثيرة بسبب الحفر السري، واستخدمت حجارتها في بناء المنازل، مثلما هي حال قلعة سمعان التي عانت من آثار الحرب والزلزال.

يعتبر متحف إدلب من أغنى المتاحف في سوريا، وقد طاله الاعتداء والسرقة كبقية المواقع. لكن إحصاء الأضرار ما زال صعبًا نظرا لعدم الاهتمام به.

لكن القطع الأثرية التي تظهر في أوروبا، تؤكد أن المتحف تعرَّض للنهب، وكان آخرها ألواح إيبلا المكتوبة التي تعتبر كنزا للبشرية جمعاء.

وعندما سيطر تنظيم “داعش” على مدينة تدمر الأثرية، قام بنسف الكثير من المعالم، في مقدمتها قوس النصر، كما ظهر عناصره وهم ينهالون بالفؤوس على الأعمدة والتماثيل الأثرية بشكل يصعب استيعابه.