لكل السوريين

رغم تهديدات المحتل التركي.. الأمن الداخلي يعزز أمن شمال شرقي سوريا بـ “الإنسانية والأمن”

تعزيزا للأمن في مناطق شمال شرقي سوريا، وبالتحديد في مخيم الهول الذي يشهد بين الفينة والأخرى نشاط بعض الشيء لمرتزقة داعش، وانطلاقا من مبدأ الحفاظ على سلامة المدنيين في منطقة الحسكة وما حولها، أطلقت قوات الأمن الداخلي المرحلة الثانية لعملية الإنسانية والأمن.

ونتيجة لعمليات القتل ومحاولة السيطرة على المخيم، أطلقت قوى الأمن الداخلي بمساندة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب، المرحلة الأولى من حملة “الإنسانية والأمن”، في 28 آذار 2021، واستمرت خمسة أيام، إلى 2 نيسان. شارك فيها أكثر من 5000 آلاف من عناصر القوات.

وخلال المرحلة الأولى من العملية، ألقي القبض على 125 مرتزقاً من خلايا داعش النائمة، 20 منهم متزعمون عن الخلايا والاغتيالات التي حدثت في المخيم، كما عُثر على مستلزمات عسكرية أثناء حملة التفتيش، بالإضافة إلى دارات إلكترونية تستخدم في تحضير العبوات الناسفة.

على الرغم من عملية “الإنسانية والأمن” وتمشيط مخيم الهول، فإن الهجمات التركية ضد إقليم شمال وشرق سوريا حالت دون استتباب الأمن والاستقرار نتيجة انشغال قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية بالتصدي لهذه الهجمات.

ويشكّل مخيم الهول في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، خطورة دائمة ومتصاعدة؛ لاحتجازه أسر مرتزقة داعش، ويسعى المرتزقة لتحويله إلى بؤرة لخلاياهم وبيئة للاستفادة منها في التجنيد واستقطاب العناصر، ولبث الدعاية التحريضية للخلايا الطليقة في سوريا والعراق والعالم.

ويأوي مخيم الهول الذي يعدّ من أخطر المخيمات في العالم، قرابة 54000 شخص، بينهم نحو 27000 عراقي، و18000 سوري، وقرابة 8000 من أسر مرتزقة داعش.وقد نُفذت، عام 2021 وقبيل إطلاق عملية “الإنسانية والأمن”، أكثر من 47 عملية إعدام داخل مخيم الهول، من قبل خلايا مرتزقة داعش بحق من كانوا يخالفون تعليماتهم ضمن المخيم.

وقد استهدفت دولة الاحتلال التركي في المقام الأول، كل من ساهم في دحر مرتزقة داعش، أو قاد العمليات ضد أوكار خلاياهم بعد دحرهم في الباغوز جغرافياً في آذار 2019، ومن بين أولئك القياديين والقياديات؛ الشهيدة جيان تولهلدان التي قادت المرحلة الأولى من عملية “الإنسانية والأمن”، والتي استشهدت مع اثنتين من رفيقاتها في وحدات حماية المرأة ومكافحة الإرهاب في 22 تموز 2022، إثر استهداف بطائرة مسيّرة تابعة لدولة الاحتلال التركي سيارتهن.

كما أسفر هجوم نفّذته مسيّرة تركية عقب المرحلة الثانية لعملية “الإنسانية والأمن”، وبالتحديد في 28 أيلول 2022 عن استشهاد الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون العدل والإصلاح؛ زينب محمد ويلماز شرو، حيث جرى استهدافهما أثناء جولةٍ تفقدّية لسجون داعش..

ومنذ بداية عام 2022، وحتى 25 آب 2022، نفذت خلايا مرتزقة داعش وأسرهم 43 عملية، قُتل أو أعدم فيها 44 شخصاً من قاطني المخيم من ضمنهم (14 امرأة وطفلان)، ببنادق ومسدسات كاتمة للصوت أو بآلات حادة بعد تعذيب الضحايا ورمي جثثهم في أقنية الصرف الصحي لإخفاء الجرائم، كما شهد المخيم نحو 13 محاولة خطف للقاطنين نفذتها خلايا داعش، وحالات أخرى تركزت على حرق الخيم بينما الضحايا نيام، وإتلاف المواد الإغاثية ومستلزمات المؤسسات الطبية والخدمية، والكثير من حالات إحداث الفوضى ومحاولة إزالة جدران الحماية حول المخيم.

وتمكنت قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية من تدمير الكثير من النقاط والأوكار التي خصّصها المرتزقة لتلقين الفكر “الإرهابي”، واعتقلت العديد من أخطر النساء اللواتي تولّين خلال تلك الفترة، مهام التدريب والتلقين واستقطاب العناصر داخل وخارج المخيم، والدعاية للفكر المتطرّف.

وتمكنت خلال المرحلة الثانية من عملية “الإنسانية والأمن” من اعتقال 226 شخصاً، بينهم 36 امرأة، شاركن في جرائم القتل والترهيب، والكشف عن 25 خندقاً ونفقاً، وكمية كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة.