لكل السوريين

حرب المعابر والثقة في إدلب!

في الوقت الذي تستمر فيه قوات الحكومة السورية حربها على ما تبقى من المناطق الخارجة عن سيطرتها، هرعت حكومة الإنقاذ باتجاه التطبيع مع الحكومة السورية، ضاربة بعرض الحائط إرادة الشعب المعارضة لأي خطوة بهذا الاتجاه، وكان أول خطوة من خطوات التطبيع فتح معبر بينها وبين القوات الحكومية غرب مدينة حلب في بلدة ميزناز تحديداً.

وبررت حكومة الإنقاذ خطوتها تلك بأن هذا المعبر خاص بالمساعدات الإنسانية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي wfb، والقادمة عبر مناطق سيطرة الحكومة السورية إلى إدلب وبحسب المصدر الرسمي لحكومة الإنقاذ وعلى لسان المتحدث باسمها أحمد الأحمد.

قال في بيان لها إن إدخال المساعدات الإنسانية لإدلب يجب ألا يفسر بأنه تطبيع وبداية لفتح علاقات مع الحكومة السورية، إذ أن تلك المساعدات هي إنسانية ويحق للمواطن الاستفادة منها، فهي حق من حقوقه، وبيّن الأحمد عدد تلك الشاحنات والتي كان عددها 27 سيارة دخلت عبر المعبر على دفعتين.

أمّا بالنسبة لرأي الشارع الأدلبي بما يخص دخول تلك المساعدات فقد كان له رأياً مختلفاً عمّا صورته حكومة الإنقاذ، وقد قوبل برفض قاطع رافقه احتجاجات واعتصامات على الطريق التي سلكت منه تلك الشاحنات.

وقال أحد أعضاء تنسيقيات الثورة السورية حسن الرماح إن الشعب السوري مهما وصل به الحال من وضع اقتصادي مزري وفقر، إلا أن دماء شهدائه أغلى من تلك المساعدات، وأننا في اتحاد تنسيقيات الثورة السورية والحراك الشعبي ورابطة أحرار الثورة السورية كنّا قد رفضنا رفضا قاطعا لتلك الخطوة الخطيرة.

والتي رآها تنذر بمستقبل سيئ من شأنه نسف كل الجهود التي تحجم من أي دور أو محاولة لإعادة تدوير النظام، وإظهاره بمظهر الحاكم الذي يمد يده لمساعدة الشعب وفي الوقت نفسه يقوم بقصف المناطق المأهولة والمكتظة بالسكان بجميع أنواع الأسلحة والطيران الحربي الروسي، بحسب رأيه.

وفي الإطار ذاته قال وسيم محمد وهو ناشط إعلامي إن فتح المعبر مع قوات النظام سيدعم رؤية المندوب الروسي في مجلس الأمن، حين قال إنه يجب إغلاق معبر باب الهوى وتحويل المساعدات الإنسانية عبر مناطق الحكومة السورية، وأن النظام قادر على حمايتها، الأمر الذي دفع معظم المنظمات على إنهاء عقودها في ادلب.

وبحسب الناشط الإعلامي إن هذا الإجراء كان أحد أهم سلبيات فتح المعبر بين مناطق سيطرة المعارضة وقوات النظام، وقد طالبت الهيئة السياسية في إدلب آنذاك، بالتراجع عن فتح المعبر لأنه كارثي في المستقبل وسيكون سبباً باندلاع مواجهات داخلية لا تحمد عقباها.