بسبب طبيعة الأراضي السورية الزراعية وقدرتها على إنتاج حبوب القمح هذا جعل المنطقة مرتبطة ارتباط وثيق برغيف الخبز المنتج من القمح، وكانت تختلف طرق إنتاج رغيف الخبز بين التنور والصاج.
ومؤخرا دخلت الآلات التي حسنت كمية الإنتاج وحسنت الجودة، وكذلك وفرت الكثير من العناء على ربة المنزل، ولكن في هذه الأيام ظهرت بوادر أزمة رغيف الخبز، فبماذا تتصف هذه الأزمة وماهي أسبابها؟، ولماذا لا تتوفر المرونة في الإدارات القائمة لحل هذه المشاكل.
لنبدأ حديثنا واصفين معاناة الأهالي في حصولهم على رغيف الخبز بالسعر المدعوم، والتي تبدأ كل يوم من الساعة الثالثة فجرا في هذا الجو البارد، منتظرين بدء إنتاج الخبز في الساعة السادسة صباحا، وبعد وقوف طويل وازدحام أشبه بيوم الحشر وعراك على نافذة التوزيع فإنهم يعودون صفر اليدين بدون خبز، وعلامات البؤس ملئ الوجوه، ودمعات الإرهاق والفشل تتأرجح على أبواب الجفون.
ولكن ما السبب في كل هذا؟، ومن الذي سبب هكذا نتائج تتصف بالبؤس، ولعل توجه الأهالي مبرر نحو الخبز ذو السعر المدعوم.
وبعد الارتفاع الحاصل في سعر صرف الدولار، والذي أثقل كاهل الأهالي وزيادة سعر الخبز السياحي والذي وصل سعر الكيلو الغرام منه إلى 300 ل.س، أدى إلى هذا التوجه.
ولكن هنالك مشكلة ذات منحيين، حيث سعر بيع الخبز هذا لم يعد يأمن احتياجات أصحاب الأفران، بل يسبب خسارة لهم وهذا جعل منهم يتجهون نحو تهريب الطحين واتخاذ إجراءات الغش من زيادة كمية المياه أو التقليل من قطر رغيف الخبز، بحيث نقع في مشكلة سوء الإنتاج لرغيف الخبز، أو قلة الخبز بسبب تهريب الطحين.
ولكن السؤال المحير هل هذه الأسباب فقط تبرر الازدحام؟، بكل صراحة طبعا لا تبرر، وإنما هنالك عجز في كميات الطحين الممنوحة من قبل الإدارات، وطبعا هنالك أسباب ومنها سرقة الحبوب من قبل مرتزقة تركيا عند احتلالهم جزء من الأراضي السورية، وهذا سبب عجزا في الاحتياطي العام من الحبوب.
وكذلك إن أية زيادة في السعر مع ارتفاع سعر صرف الدولار سوف تسبب عبئ إضافي على أهالينا، بالإضافة إلى الأعباء السابقة، وضمن هذه المعمعة لازالت المآسي مستمرة، ومازال الحصول على رغيف الخبز بحاجة إلى عراك وجهد يومي، وكلنا تفاؤل بقدوم موسم الحصاد القادم، والحصول على مخزون كافي من الحبوب، وبالتالي كمية وافرة من الطحين والخبز.