لكل السوريين

محافظة السويداء.. استمرار مظاهرة الجمعة المركزية والحراك الشعبي يسعى للرقابة على مؤسسات الدولة

احتشد مئات المحتجين في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء في مظاهرة مركزية جديدة أكدت على المطالب المعيشية، والتغيير السياسي السلمي، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.

وتميّزت هذه المظاهرة بحماس المحتجين الشديد واستمرت أكثر من المعتاد، وتخللتها أهازيج للحرية والتغيير، ورفع المحتجون خلالها لافتات تحمل شعارات متنوعة تعبر عن مطالبهم المعيشية والسياسية، وهتفوا للحرية والعدالة الاجتماعية وحرية المعتقلين.

وللمرة الثانية، لم يرفع المحتجون الرايات والأعلام في المظاهرة المركزية التزاماً بما اتفقوا عليه لاستبعاد الحساسيات السياسية واحتمال الانقسامات.

وللمرة الثانية أيضاً، ارتفع رغيف الخبز في الساحة للتعبير عن الظروف المعيشية والاقتصادية المتدهورة التي يعاني منها عموم السوريين.

وقال أحد المشاركين بالمظاهرة إن رغيف الخبز يعبر عن أوسع شريحة من الشعب السوري، الذي بات معظمه تحت خط الفقر، واعتبر وجود الرغيف دعوة صريحة لكل المقهورين لكي يطالبوا بحقوقهم في العيش الكريم.

وبالتوازي مع إصرار الحراك الشعبي على مطالبه بالتغيير السياسي، توجه جزء من النشطاء والمختصين فيه لأخذ دور رقابي على المؤسسات الرسمية التي تمس حياة المواطن اليومية.

رقابة شعبية

في خطوة عملية نحو فرض رقابة شعبية على مؤسسات الدولة، انبثقت عن الحراك الشعبي في المحافظة لجنة متابعة تضم مجموعة الاختصاصيين في مختلف المجالات.

وبدأت اللجنة عملها في مؤسسة المياه بالسويداء بهدف اقتراح الحلول المناسبة لحل أزمتها المستعصية، وكشف مكامن الفساد فيها.

وتجمهر عشرات المحتجين أمام المؤسسة للاحتجاج على الواقع المائي المتدهور الذي أنهك أهالي المحافظة منذ سنوات.

وحاول مدير المؤسسة احتواء الموقف من خلال الموافقة على اقتراح تشكيل لجنة أهلية لمتابعة عمل المؤسسة.

وتضم اللجنة ثلاثة مهندسين اختصاصيين، وذكر أحد أعضاء اللجنة أن مهمتها تقديم تقرير فني وعلمي وتحليلي لأسباب فشل استثمار الآبار، والكشف عن الأخطاء في تجهيزها، وتقديم الحلول الفنية الواجب إتباعها، وتشكيل لجنة فنية تضم مهندسين مختصين من الحراك ومن المؤسسة، وفنيين مختصين في الآبار من أصحاب الممارسة والخبرة.

على أن تتولى هذه اللجنة تأمين التجهيزات اللازمة، وخصوصاً تجهيزات الاختبارات التي سيتم تركيبها على ثلاثة آبار للتجربة والحصول على كل البيانات الحرارية، والجهد على المحرك، وما يتعرض له بالأسفل، لتحديد الأعطال بدقة.

يذكر أن التجمعات المهنية التي أفرزها الحراك الشعبي المستمر منذ سبعة شهور في السويداء، تعمل على وضع أسس استرداد مؤسسات الدولة وفرض الرقابة عليها، في تجربة رائدة على الصعيد السوري منذ عشرات السنين.