لكل السوريين

نهر الفرات وروافده

 بقلم/ جاسم العبيد

ينبع نهر الفرات من هضبة أرمينية وينطلق ليصبّ في شطّ العرب ملتقياً بنهر دجلة بالعراق, مارّاً بـ سوريا والعراق، يبلغ طوله 2400كم تقريباً ونشأت على ضفافه مدن عظيمة وكبيرة كانت صديقة له إلا أنّه يغدر بها أيام الفيضان في نيسان فيأتي على الأخضر واليابس، طول النهر في دولة سوريا 680كم تقريباً وعلى ضفتيه 36 أثراً قديماً منها بالس, كرميش, قلعة النجم, كالكسيوم (الرقة) حلبية وزلبية, قلعة رحبوت النهر وهي الميادين اليوم ترقا, تل المصايح  تل ابو الحسن, دورا اروبوس, ماري العمورية وغيرها، يرفد الفرات أنهار كثيرة منها مازال جارياً ومنها اضمحل وجفّ وصار أرضاً يابسة ومن هذه الأنهار العامرة البليخ, الساجور, الخابور ويلتقي مع الفرات في قرقيسيا (البصيرة اليوم)، ومنها جفّ ولم يعد فيه قطرة ماء مثل نهر (سمير أميس أو شاميرام) وهي ترعة اصطناعية حفرت من زلبية إلى مركدة بطول 50 كم، حيث يلتقي بنهر الخابور وآثارها لليوم معروفة، والنهر الثاني هو نهر دورين حفر أيام الملك الفارسي دارا الثالث بأياد العيش المشترك: من الكرد والعرب والفرس, يمتد من الصور (السجر) بطول 135كم ويمر بقرية الطيّانة وآثاره معروفة لليوم ليصبّ في الباغوز ويروي الأراضي التي على ضفتيه لكنه للأسف جفّ وخلص إلى قاع صفصف علما أن الخابور سابقاً كان عامرًا بالأشجار الكثيفة والكثيرة يستدلّ على ذلك من قول الفارعة الشيبانية:

ألا ياشجر الخابور مالك مورقاً         ألم تجزع على ابن طريف

وابن طريف أخ الفارعة قتله ابن مزيد الشيباني.

آل الخابور للجفاف بسبب كثرة السدود التي أنشأها الأتراك على موارد المياه دجلة والفرات وقد وصلت الى 30 سداً ويمكرون ويمكر الله, لم يراع الأتراك حق حصص جيرانهم من المياه بل على العكس يحاولون قطع المياه عنهم لقساوة نفوسهم ويقال طبع الأتراك هكذا.