لكل السوريين

عجائب وغرائب من العالم

يحتوي هذا الكون على العديد من العجائب التي صنعها الإنسان كالأهرامات والمعابد والحدائق والتماثيل وغيرها، وتلك التي من صنع الطبيعية كالكهوف والجزر والشلالات، وغيرها من غرائب وأسرار لا يكاد يصدقها عقل، ولا نعلم سوى القليل عنها، وربما لا نعلم عن بعضها أي شيء بعد.

ويعجّ العالم بالقصص التي نسجت حول مدن ومعالم أثرية، ما زالت تتناقلها الأجيال حتى اليوم.

وساهمت هذه القصص في إلقاء الضوء على نمط حياة البشرية منذ مئات السنين، وكشفت عن وجه الحضارة الإنسانية، بما تحمله من عادات وتقاليد سكانها القدامى وثقافتهم عبر الأزمنة.

ومنذ القدم، تم جمع قوائم مختلفة من أكثر الأشياء العجيبة، وكانت عجائب الدنيا السبع القديمة أول قائمة لأهم الإبداعات التي صنعها الإنسان، ثم تم جمع قوائم مماثلة كثيرة، من القرون الوسطى والعصر الحديث.

بوابة الياقوت الأزرق

تعتبر البوابة تحفة فنية تخلّد حاكم بابل “نبوخذ نصر”  الذي بناها عام 575 ق م، شمالي المدينة إهداء لـ”عشتار” آلهة البابليين.

وتمثل البوابة منفذ المدينة الممتدة على نحو 8 كلم مربعة، وصُمّمت لتواجه عشرين سنة من الحصار الخارجي، وأحيطت بأسوار داخلية يصل عرضها إلى سبعة عشر متراً، ثم بسور مزدوج يصل عرضه إلى نحو ثلاثين متراً تعلوه منصات للحراسة.

وصنعت البوابة من خشب الأرز الفاخر، وهو من الفصيلة الصنوبرية، وقد جلبه الملك البابلي من جبال لبنان، وكلّفه ذلك مد الطرقات من هذه المرتفعات إلى نهر الفرات لينقلها عبره، وعرفت البوابة بلونها الأزرق اللامع الذي يميّز حجر الياقوت الأزرق.

ويعتقد العلماء أن هذا اللون ناتج عن طلاء البوابة بمسحوق خلطات مختلفة من الحجارة الكريمة بعد مزجها جيداً، وطهيها في أفران ذات درجات حرارة مرتفعة، فتكتسب ذلك اللون الأزرق اللامع الذي يوحي بأن البوابة قد قدّت من الأحجار الكريمة.

ولم تكن عظمة مباني المدينة والبوابة منها، استجابة إلى حاجة مادية ملموسة فقط، بل غالباً ما تحوّل الفن المعماري في مختلف الحضارات إلى علامة تدل على عظمة الحاكم وامتداد نفوذه.

وهذا ما كان يسعى إليه حاكم بابل نبوخذ نصر، بما شيّد من التحف المعمارية، وهي كثيرة ومتنوعة ولم تقتصر على البوابة وحدها.