لكل السوريين

فوضى في سوق المستلزمات الكهربائية وسط سوريا

تقرير/ بسام الحمد

أثّر انقطاع التيار الكهربائي منذ سنوات في سوريا بشكل كبير على المواطنين في حمص وحماة وعلى الرغم من الأعباء التي اعتادوا على تحمّلها، مثل الحرمان من التدفئة الكهربائية الشتوية والطبخ على الأجهزة الكهربائية، إضافة إلى صعوبة الاستحمام، بسبب ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة.

إلا أن هناك مشكلة إضافية أخرى زادت من أعبائهم، ألا وهي ارتفاع أسعار بعض الأدوات الكهربائية مثل ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات، إضافة إلى تكاليف أعطال الأجهزة الكهربائية المنزلية، وما يتسبب في عطلها غالبا هو خلل في شدة التيار أثناء انقطاعها.

في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي، والذي أصبح من أسوأ المشاكل التي تواجه أهالي وسط سوريا اليوم، ثمة فوضى وغش في أسواق الأدوات والمستلزمات الكهربائية، نتيجة عدم استقرار سعر الصرف من جهة وموجة الغلاء التي تضرب البلاد بين الحين والآخر بسبب قرارات الحكومة وخاصة تلك المتعلقة بزيادة أسعار المشتقات النفطية.

أسواق الأدوات الكهربائية هي الأكثر تعرضا لعواصف الغلاء التي لا تهدأ حتى ترتفع مرارا وتكرارا دون رقابة أو محاسبة، خاصة بعد ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء.

وتشهد أسواق الأدوات الكهربائية في حماة وحمص هناك فوضى عارمة بالأسعار والكل يبيع على ليلاه دون سعر موحد لنفس القطعة ونفس المصدر والتاجر يشكي سعر الصرف ويكاد المواطن يبكي لما يجده من فوارق سعرية لا يستطيع تحملها رغم اضطراره إلى شراء القطعة، حيث سجلت أسعار البطاريات العادية 7 أمبير سعر 285 ألف ليرة سورية صعودا لبطارية 150 أمبير بسعر 2 مليون ليرة، حتى اللمبات موفرة الطاقة سعر أصغرها 7 آلاف ليرة وأكبرها بسعر 100 ألف ليرة وأكثر.

سوق الكهرباء ليس أفضل من بقية الأسواق وارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء الصناعية والتجارية وعلى الأخص سعر الصرف لم يبقِ ثمن أي سلعة على حالها.

ما يجعل الأسعار كاوية هو تغير سعر الصرف الذي يلعب الدور الرئيسي بتسعير المواد الكهربائية لأن المواد الأولية الداخلة في تصنيعها سواء بمعامل الملفات أو الكابلات سواء نحاس أو ألمنيوم أو حبيبات كلها مستوردة بالقطع الأجنبي.

هكذا يبقى المواطن لوحده في مواجهة هذا الغلاء، فأسعار كل شيء في هذه البلاد بات يحتسب بالدولار، ماعدا راتب المواطن يقدر بالليرة السورية وبأدنى المستويات.

في المقابل، يشكو الأهالي من الأعطال المتكررة لأجهزته الكهربائية المنزلية بسبب تردد الكهرباء، وبالتالي ارتفاع تكلفة إصلاح هذه الأجهزة، لدرجة أن رسوم الإصلاح تصل تقريبا إلى نصف سعر السلعة، مثل المروحة، والثلاجة، والغسالة، وأجهزة الطباخات بالليزرية.

أسعار صيانة الأدوات، والأجهزة الكهربائية التي لا تخضع لأي رقابة من قِبل الجهات المعنية في الحكومة مرتفعةٌ جدا، حيث تتجاوز تكلفة إصلاح براد أو غسالة، 300 ألف ليرة، وسط انهيار الليرة السورية أمام النقد الأجنبي، وتدني مستوى الرواتب والمداخيل.

وفي محافظات حمص وحماه ، فإن ساعات وصل الكهرباء تتراوح بين نصف ساعة وساعة في أحسن الأحوال مقابل خمس ساعات قطع، كما تشتكي محافظتا حمص وحماه، من الحماية الترددية التي تؤدي إلى فصل التيار بشكل متكرر خلال فترة الوصل، مما يزيد من المعاناة ويؤدي لأعطالٍ في الأجهزة الكهربائية.