لكل السوريين

مروان مدراتي من أبرز هدافي كرة القدم السورية في الثمانينات

تقرير/ حسين هلال

خلال فترة ما عمدت بعض الأندية السورية للاهتمام بفرق القواعد وكان أول من ترجم ذلك على الواقع الأندية الحلبية وخاصة نادي الحرية، الذي نجح في تقديم بعض المواهب التي تابعت طريقها ووصلت لمستويات متطورة ورفدت نادي الجيش الذي كان في تلك الفترة أبرز الأندية السورية التي تستقطب اللاعبين البارزين وضمهم إلى صفوفها.

ومن بين هؤلاء اللاعبين ظهر اسم مروان مدراتي اللاعب المشاكس والقناص والهداف المتميز، الذي برز بشكل لافت وفرض اسمه كأبرز لاعب مهاجم في الكرة السورية خلال فترة الثمانينات، حيث كان يعتمد عليه في اقتناص الفرص وإيداعها بالمرمى بكل ثقه وهدوء.

وللتعرف على المزيد من تاريخ هذا الهداف البارع نجد أن بداية مسيرته الكروية انطلقت في عام 1969، ضمن منتخب المدارس وبتوجيه من الكابتن المرحوم يوسف محمود انتسب إلى نادي الحرية، ومن ثم انضم إلى فرق القواعد بأشراف خبرات كبيره من المدربين المتميزين، ثم تدرج بفئات النادي حتى وصل إلى فئة الرجال وكان ذلك في عام 1984، حيث لعب موسمين مع رجال النادي في دوري الدرجة الأولى وكان وقتها من فرق المقدمة ويضم نخبه من نجوم الدوري السوري، ونظرا لتألقه في مباريات الدوري وتسجيله عدد من الأهداف الجميلة تم استقطابه ودعوته لنادي الجيش الذي كان أحد أبرز الأندية السورية المنافسة على بطولة الدوري.

وكان ذلك في عام 1986، حيث شارك معه في مباريات الدوري وكافة مشاركاته الخارجية في البطولات العربية والقارية واستمر مع نادي الجيش لمدة 10 سنوات  وخلال فترة وجوده ساهم مع زملائه اللاعبين بتحقيق الكثير من الانتصارات والإنجازات على مختلف الأصعدة.

أبرزها كان الحصول على بطولة الدوري السوري 3 مرات، والمركز الثالث في بطولة العالم العسكرية التي أُقيمت في الدوحة في عام 1990 بعد الفوز على منتخب فرنسا /2-0/ في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

أما عن مسيرته مع المنتخب الوطني فقد بدأت من خلال وجوده ضمن صفوف فريق نادي الجيش، وكان من ضمن أفراد المنتخب الذي وصل للمباراة النهائية في تصفيات كأس العالم 1986 عندما  لعب منتخب سوريا مع منتخب العراق في مدينة الطائف بالسعودية، حيث خسرت سوريا وقتها بنتيجة1/3 بعد أن تعادلا بدمشق بدون أهداف، كذلك كان من ضمن أفراد المنتخب الذي تأهل  إلى أولمبياد موسكو في عام 1980،  وضمن الفريق الذي حصل على الميدالية الذهبية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة “اللاذقية في 1987 بعد الفوز على فرنسا 2/1.

كما شارك مع المنتخب الذي تأهل إلى نهائيات كأس آسيا في الكويت عام 1980، وفي سنغافورة عام 1984، حيث حقق المنتخب فيها نتائج متميزة  ومنها الفوز على كوريا الجنوبية والتعادل مع السعودية والكويت.

وأجمل المباريات التي لعبها مع نادي الجيش كانت ضمن  تصفيات بطولة العالم العسكرية في عام 1990 مع منتخب  ليبيا على أرضه و بين جمهوره وانتهت بالتعادل 2/2 وقد سجل الهدفين السوريين، أما مع المنتخب فقد كانت أجمل مبارياته مع المنتخب السعودي في دورة الألعاب الآسيوية في الهند 1982 وانتهت بالتعادل 1/1 وقد سجل الهدف الوحيد ومع المنتخب الكويتي في الكويت عندما فازت سوريا 1/3 وسجل وقتها الهدفين.

وأيضا مباراة الإياب في دمشق، حيث سجل هدف الفوز الوحيد، وبلغت عدد مبارياته الدولية 75 مباراة سجل خلالها 27 هدفا.

أما عن  إنجازاته الشخصية فكان أبرزها عندما تم اختياره ضمن تشكيلة منتخب نجوم قارة آسيا في عام 1985 وقد لعب أساسيا في المباراتين مع منتخب المجر في قطر عام 1986، كما دُعي للعب مع منتخب العرب لكنه لم يتمكن من تلبية الدعوة نتيجة الإصابة التي لحقت به في ذلك الوقت.

كذلك كان قاب قوسين أو أدنى من نيل لقب أفضل لاعب في التصفيات الأسيوية، التي أقيمت في سنغافورة في عام1984 لكن عدم تأهل المنتخب  السوري إلى الدور النصف نهائي من تلك البطولة حال دون ذلك بحسب القوانين والأنظمة التي كانت متبعة حينها في الترشيح لهذا اللقب.

أما عن طموحاته التي لم تتحقق فهي تتعلق بالاحتراف خارج سوريا، رغم أنه تلقى عدة عروض مغريه من عدد من الأندية العربية والأجنبية أبرزها من نادي ستيوا بوخارست الروماني، الذي كان ينافس على بطولة أوربا حينها، ومن الريان القطري والنصر الإماراتي والأنصار اللبناني، لكن لم تتم هذه التعاقدات بسبب عدم موافقة الاتحاد السوري لكرة القدم وقتها لأسباب غير مبرره.

وكانت خاتمة مسيرته الكروية كلاعب عندما تعرض للإصابة، إضافة إلى الاتحاد السوري لكرة القدم ساهم في اعتزاله عندما اتخذ قرارا في عام 1996 بحرمانه من اللعب نتيجة عدم سفره مع المنتخب إلى تونس كونه وقتها كان يستعد للسفر لدولة الإمارات للتعاقد مع أحد أنديتها.

بعدها لم يبتعد عن ميدان اللعبة، حيث اتجه نحو التدريب بعد أن شارك بالعديد من الدورات التدريبية المحلية والعربية والآسيوية والأولمبية بإشراف محاضرين من سويسرا والبحرين والأردن، وقام بتدريب عدة فرق من أندية الدرجة الثانية مثل الحرفيين، اليرموك، مورك، الجلاء.

ومما تجدر الإشارة له أن اللاعب مروان مدراتي من مواليد حلب 1959 كان يعمل موظفا في مؤسسة السكك الحديدية.