لكل السوريين

بعض المعالم السياحية المهمة في مدينة اللاذقية

تتواجد كنوز اثرية في عدد غير قليل من المواقع والأمكنة التاريخية المهمة في محافظة اللاذقية، ومنها:

موقع تل رأس الشمرة أو مدينة أوغاريت الأثرية:

سمي هذا الموقع برأس الشمرة بسبب كثرة انتشار نبتة الشمرة ذات الرائحة العطرة على رأس الهضبة التي تقع فيها مدينة أوغاريت، وعرفت المنطقة بهذا الاسم منذ أكثر من 4000 سنة، وأما اسم أوغاريت فقد اشتق اسمها من كلمة أوغارو وتعني الحقل باللغة البابلية، وتبعد هذه المدينة الأثرية الخالدة حوالي 11 كم عن مركز مدينة اللاذقية. وقد تم بناؤها في الألف الثاني قبل الميلاد. وتبلغ مساحتها حوالي 36 هكتارا، وهي محاطة ببساتين وبيارات الحمضيات وأشجار الزيتون، وكان لها مرفأ قريب منها شكل حلقة ربط وجسر تواصل بينها وبين مختلف دول وحضارات البحر المتوسط القديمة، وتعد هذه المدينة الخالدة من أهم الممالك السورية في تاريخ الشرق القديم، وهي أعطت العالم أبجديته المعروفة بالأبجدية الأوغاريتية، وقد وجد في أوغاريت أول لحنٍ مدون يعود للألف الثّانية ق.م الذي أمكن الاطلاع عليه من خلال النصوص الكتابية التي حفظت على ألواح الفخار، وكذلك اخبرت عن الملاحم والأساطير والرؤى والمجمع الإلهي وطبيعة الحياة الفكرية والدينية ومجمل النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والعادات والأعراف التي كانت سائدة ذاك الوقت.

قلعة صلاح الدين الأيوبي:

وتعد هذه القلعة من أهمّ آثار اللاذقية، وعرفت قديما باسم قلعة جبل صهيون، وهي تعني باللغة السريانية: الصخرة العالية أو البرج في أعلى الجبل، وتمتلك هذه القلعة أهمية استراتيجية بسبب موقعها الفريد، وهي تبعد حوالي 33 كم شرقي مدينة اللاذقية، تم بناؤها في عهد الغزوات الصليبية، ووصفت بأنها أكثر القلاع مناعة وقوة في الشرق، وتكمن عظمتها في أنها تقوم على صخرة شاهقة ملساء الحواف، ليس لها سوى ممر صخري واحد فقط فوق الخندق الطبيعي المحفور في الصخور، والوحيد الذي استطاع السيطرة عليها هو صلاح الدين، لذلك سميت القلعة باسمه.

مرت القلعة بعهود تاريخية متنوعة ومختلفة، فقد استولى الإمبراطور البيزنطي يوحنا تزمسكس على موقعها من الحمدانيين، ثم انتقلت السيطرة عليها إلى الفرنجة بعد استيلائهم على اللاذقية في العام 1108م، وبعد ذلك دانت السيطرة عليها إلى القائد صلاح الدين الأيوبي في العام 1188م بعد أن قام بطرد الفرنجة، تقع القلعة على ارتفاع 450 متر عن سطح البحر، ويبلغ طولها حوالي 740 مترا، وتقدر مساحتها بحوالي 5هكتارات، وتتجلى الأهمية التاريخية والقيمة الحضارية للقلعة من خلال أنها كانت من أهم القلاع التي بقيت شاهدة حية تدل على تاريخ المنطقة وتراثها الحضاري العريق، وهذا ما جعل الكثير من المؤرخين والمفكرين والرحالة الكبار يعبرون عن عظيم إعجابهم بجمال القلعة وفرادتها المعمارية وضخامة أبنيتها ومناعة تحصيناتها وروعة موقعها الحيوي الفريد.

المتحف الوطني باللاذقية: خان الدخان:

وهو عبارة عن مبنى تاريخي مجاور لشاطئ البحر، تبلغ مساحته حوالي 2.8 دونم، وتعود فترة إنشائه إلى عهد العثمانيين في القرن السابع عشر، وكان في الأساس فندقا: خان باللغة الفارسية، ولكن مع ازدهار الحركة التجارية، وقرب هذا الخان من المرفأ تم استخدامه لتخزين بعض المواد ومنها التبغ او الدخان، وأما حاليا فهو يستخدم كمتحف وطني مكون من ست قاعات لعرض الآثار المكتشفة في المحافظة، ومنها آثار الشرق القديم او: آثار رأس الشمرة-وابن هاني، والآثار الكلاسيكية: اليونانية-الرومانية-البيزنطية، والآثار الإسلامية.

واللاذقية عموماً غنية بمواقعها وأمكنتها الأثرية، وما ذكرناه أعلاه، لا يعد إلا جزءا يسيرا من كامل الخريطة الأثرية لها، فهناك مدينة جبلة القديمة الغنية بالمعالم الأثرية : المسرح الروماني، وميناء جبلة القديم، ومبنى السرايا، وتل تويني وسوكاس الأثريين، وجامع السلطان إبراهيم ، وهناك أعمدة باخوس، وقوس النصر، وتل البسيط الأثري، وتل رأس ابن هاني الأثري، وقصر سعادة، وخان الحنطة، وقصر شريتح وغيرها كثير بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الجوامع والكنائس الأثرية : كالجامع الجديد وجامع المغربي وجامع المشاطي وجامع المسعود بن هاني-وكنيسة اللاتين وكنيسة مارنيقولاوس والقديس استيفانوس ودير توما وغيرها،  المنتشرة على مساحة هذه المدينة التاريخية بامتياز.

أما أهم المناطق السياحية التابعة لمحافظة اللاذقية، فهي:

صلنفة: التي تبعد حوالي 50 كم إلى الشرق عن مدينة اللاذقية، وترتفع عن سطح البحر 1200م وتعد من أجمل المصايف السياحية في سورية، وتقع إلى الشرق منها غابات ومحميات الشوح الطبيعية الجميلة (1350 هكتار).

كسب: التي تبعد 65 كم شمال مدينة اللاذقية، ويتفاوت ارتفاعها بين 800-1200 متر عن سطح البحر. وتنتشر فيها غابات الصنوبر والسنديان الضخمة مما حولها إلى منتجع سياحي يقصده المصطافون للراحة والاستجمام في فصل الصيف حيث المناخ المعتدل والهواء النقي المنعش.