لكل السوريين

محافظة السويداء.. سباق تسلح وبوادر صدام داخلي

السويداء/ لطفي توفيق 

تزامناً مع قيام فصيل الدفاع الوطني بإعادة انتشاره في المنطقة، استنفرت الفروع الأمنية بمدينة السويداء، وأفادت مصادر محلية بأن تعليمات وردت من دمشق لهذه الفروع لرفع جاهزيتها تحسباً لأي تطورات قد تشهدها المحافظة خلال الفترة القادمة.

وكان الفصيل قد سحب أسلحته المتوسطة من بعض النقاط في ريف السويداء الشرقي، إلى مركزه في بلدة قنوات الذي يشهد حالة استنفار مستمرة، ونشر دورياته في بعض ساحات وشوارع المدينة، بمؤازرة بعض الفصائل المحسوبة على الأجهزة الأمنية.

كما أعلن الدفاع الوطني، عن فتح باب الانتساب لصفوفه، ووجه رسالة لمن يرغب بالانتساب بالتوجه إلى مركز الفصيل، وتقديم الأوراق اللازمة لاستلام سلاح، في خطوة تهدف إلى زيادة عدد أفراد الفصيل.

رأس حربة

اتخذ فصيل الدفاع الوطني عدة إجراءات خلال الأيام الماضية، حيث أعلن عبر صفحات الفيس بوك الناطقة باسمه، عن نيته مواجهة ما يسميها بالمجموعات الانفصالية، ويتهمها بالعمالة للخارج، في إشارة لما يسمى بحزب الفيلق السوري، في ظل معلومات تشير إلى أن السلطة تنوي وضع الفصيل كرأس حربة في أي مواجهة قادمة مع هذا الحزب الجديد.

ومن خلال رصد بيانات الدفاع الوطني على الفيس بوك خلال الأيام الماضية، يتّضح تصاعد اللهجة العدائية ضد حزب الفيلق، وهو عبارة عن فصيل مسلح تم تشكيله مؤخراً عبر شخص من المحافظة مقيم في فرنسا، وعناصره من أبناء المحافظة أيضاً.

وتنتشر الفصائل التابعة له في بعض مناطق المحافظة، وخاصة في بلدة الرحى جنوب المدينة، وبعض قرى الريف الشرقي من بينها قرية الحريسة، وفي بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي، وفي قرى ومناطق أخرى.

اتهامات ومواجهات

علّق فصيل حزب الفيلق، في بيان له على تحركات الدفاع الوطني الأخيرة، وصرّح بأنه يرفض الاقتتال الداخلي بين أبناء المحافظة، واتهم قيادات الدفاع الوطني بالعمالة لإيران، وبأنها تحاول الدفاع عن مكاسبها من تجارة المخدرات والخطف، التي يزعم الحزب محاربتها.

وكان عناصر الفصيل في بلدة المزرعة قد نصبوا عدة حواجز، بدعوى مكافحة الفلتان الأمني وحماية الطرقات من عمليات الخطف، وقد حصل احتكاك بينهم وبين فصيل مسلح مدعوم من المخابرات العسكرية كاد أن يتطور لاشتباكات مسلحة، إلا أن فصيل بلدة المزرعة انسحب من الحواجز التي نصبها على الطرقات منذ عدة أيام، واكتفى بتسيير الدوريات على هذه الطرقات.

فيما أكدت مصادر من بلدة المزرعة أن المخابرات العسكرية زادت من أعداد المنتسبين المدنيين لها في البلدة منذ مدة قصيرة، وخصصت لهم راتباً يبلغ 225 ألف ليرة شهرياً، في خطوة اعتبرت رداً على تزايد أعداد المنتسبين لفصيل حزب الفيلق فيها.

سباق التسلح

تزايدت حركة التسلح في الآونة الأخيرة بالمحافظة، كما تزايدت الأطراف التي تشتري السلاح، وتوزعه على أبنائها لتزيد من أعداد المنتسبين لها، مثلما يفعل فصيل الدفاع الوطني، والفصائل المحسوبة على الأجهزة الأمنية، والجماعات المتهمة بعمليات الخطف، وفصيل حزب الفيلق.

مما يعمق حالة الانقسام بين أبناء المحافظة، ويبعث على القلق من استغلال جهات محلية أو خارجية، لحالة الانقسام والتجييش التي تشهدها المحافظة، والتحريض المستمر على الاقتتال فيما بيتها.

في حين تلتزم المرجعيات الدينية والاجتماعية الصمت، حسب مهتمين يتخوفون من تطور الأحداث لاشتباكات داخلية، قد تشكل بوابة لتدخل خارجي.

وتقف على الحياد، حركة “رجال الكرامة” وهي الفصيل المحلي الأكبر في المحافظة، وسط تزايد التساؤلات حول موقف الحركة من التطورات المتسارعة التي يمكن أن تتحول في أي وقت لصدام داخلي.

يذكر أن شبكة “الراصد” المحلية بالسويداء قد كشفت في تحقيق لها عن وجود مخطط لتشكيل حزب سياسي جديد مرتبط بجناحٍ عسكري ومدعوم من الخارج، يستهدف السيطرة على المحافظة بشكل تدريجي، وإزاحة النظام وإيران وتنظيم داعش منها، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا المخطط الى إشعال حرب أهلية في المنطقة.