لكل السوريين

قنديل الكاز والشمع أوفى من البطاريات وأسعارها النارية

اللاذقية/ سلاف العلي

تتقاطع وجهات نظر الخبراء الاقتصاديين السوريين غير الحكوميين، في التأكيد على استمرارية التدهور في الأوضاع الاقتصادية في سوريا، بسبب تعدد وتشابك العوامل المؤثرة في المسألة السورية، فهناك إلى جانب العوامل الذاتية المتوارثة، العوامل الداخلية المستجدة منذ اندلاع حركات الاحتجاج في آذار 2011، وهناك السياسات الاقتصادية الحكومية والتخبط في صياغة القرار الاقتصادي اضافة الى الفساد ودور تجار الأزمة وأمراء الحرب، وتشابك علاقاتهم مع الخارج ، والاهم هو استمرار تقسيم البلاد وفقدان سيطرة الحكومة المركزية على كامل الأراضي السورية مع وجود الجيوش الأجنبية والفصائل المسلحة، وإلى جانب العوامل الداخلية، هناك العوامل الخارجية المؤثرة اقتصاديا ما يجري في دول الجوار خاصة لبنان وتركيا والأزمة الاقتصادية في كلا البلدين وهناك التدخلات الخارجية وخاصة من دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة.

خلال السنوات الماضية تعممت وانتشرت بطاريات الإنارة والتي يكاد لا يخلو من استخدامها أي منزل في محافظة طرطوس، والتي أصابها داء الغلاء الفاحش، مما أرغم الراغبين باقتنائها وما أكثرهم هذه الأيام للعودة دون شرائها لعدم مقدرتهم على مجاراة أسعارها.

السيد نادر المهندس والوظف في شركة الكهرباء أخبرنا: أسعار البطاريات تحلق  الى السماء وكل يوم سعر جديد ودائما الأسعار تحلق الى السماء ، ولا يمكن للغالبية العظمى من المواطنين شراؤها ، فالتجار يتلاعبون بالأسعار على مزاجيهم ولا رادع لهم لا ضمير ولا رقيب ولا حسيب، وقد تراوحت أسعار البطارية ذات الاستطاعة 7 أمبيرات ما بين90 – 120 ألف ليرة، والبطارية ذات الاستطاعة 32 أمبير اصبح سعرها ما بين 500-600 ألف ليرة بينما تراوح سعر البطارية التي استطاعتها 50 أمبير ما بين 600 الى 700 ألف ليرة، وهذه الأسعار الفلكية كلها للبطاريات الجافة وكلما زادت الاستطاعة زاد سعرها ، وجميع هذه الأسعار ليست ثابتة.

اما أسعار البطاريات السائلة فأسعارها أغلي ومغايرة لأسعار الجافة، فالبطارية التي استطاعتها 50 أمبير يتراوح سعرها ما بين 750 الى 850 ألف ليرة، ولتبدأ بعدها الأسعار بالارتفاع تدريجيا ليصل سقف مبيعها إلى 2مليون ليرة وهذا خاضع للنوع والاستطاعة، اما أسعار الشواحن فقد ارتفعت أيضا وتدرجت أسعار الشواحن من85 ألفا وحتى300 ألف وذلك حسب استطاعتها، بينما تراوح سعر الليدة الواحدة قياس متر ما بين 17-25 ألف ليرة.

السيد ام جهاد قالت لنا: في ظل هذه الوضع الكارثي والمدمر لكل شيء والصعوبات التي نعانيها في حياتنا ومعيشتنا، والغلاء الفاحش وعدم ثبات الأسعار على جهة واحدة الا الغلاء وعجزنا وعدم قدرتنا على شراء بطارية للإنارة ولا شراء شاحن ولا حتى لشراء الليدات او تبديل القديم الذي خرب واكل عمره وخاصة ان كل الأنواع بالسوق غالية ونوعيتها رديئة، اضطربت مثلي مثل الكثيرين الى الرجوع الى الأساليب القديمة بالإنارة مثل الشموع وقناديل ولمبات الكاز، ومنتشرة بكل السوق والناس ركضت عليها لأنها ايسر قليلا على العائلات، وهي أسهل الينا وارخص من قصة البطاريات والشواحن.