لكل السوريين

تراجع ملحوظ بزراعة الذرة الصفراء في حماة

حماة/ جمانة الخالد

شهد الموسم الزراعي الحالي تراجعاً ملحوظاً من الفلاحين على زراعة محصول الذرة الصفراء بمختلف أنواعها في الأراضي الواقعة تحت إشراف عمل الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بمحافظة حماة حيث وصلت المساحات المزروعة إلى أكثر من 400 هكتاراً.

وشهد موسم زراعة محصول الذرة الصفراء في منطقة الغاب تراجعاً ملحوظا من قبل الفلاحين رغم الدعم والتشجيع على زراعتها لتتجاوز مساحات واسعة، بسبب بعض الصعوبات واجهت الفلاحين أهمها صعوبة تأمين مادتي المحروقات والسماد.

وبلغت المساحات المزروعة بمحصول الذرة الصفراء في الأراضي الواقعة تحت إشراف الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بمحافظة حماة للموسم الحالي 410 هكتارات.

وعزا مسؤولون سبب تراجع زراعة الذرة حاليا مقارنة بالموسم السابق بـ “ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم وجود مصدر مائي كاف للسقاية، وعدم استلام المحصول من الفلاحين العام الماضي نتيجة عدم وجود مجففات”.

بينما يقول عدد من المزارعين أن الذرة الصفراء كانت تسهم سابقاً في تأمين دخل جيد لهم بعد ارتفاع ثمنها في السوق المحلية، إلا أن عدم استلام المحصول من قبل مؤسسة الأعلاف الموسم الماضي أدى لتحول الفلاحين إلى زراعة محاصيل أخرى أقل تكلفة وأكثر ربحية.

ويُعرف عن الذرة الصفراء؛ بأنها سريعة الإنتاج على عكس المحاصيل الأخرى، حيث يمكن لأصحابها جني المحصول ثلاث مرات في ظرف ثلاثة أشهر من زراعتها.

وتبدأ زراعة الذرة، في منتصف حزيران/ يونيو، حتى نهاية أيلول/ سبتمبر، وتعتبر من المحاصيل الاستراتيجية بعد القمح والقطن، وتستخدم في صناعة الزيت النباتي ومواد غذائية.

أجمع عدد من الفلاحين أن ارتفاع تكاليف، زراعته من ري وسماد وارتفاع تكلفة مادة المازوت أدت الخسارة على الرغم من الوعود المتكررة بتأمين المحروقات والسماد لزراعتها.

وعبر مزارعون عن ندمهم لزراعة الذرة والتكاليف العالية التي تكلف بها من سعر المازوت والسماد.

وقال مسؤولون في زراعة حماة، إنه، نتيجة الندوات والتشجيع والتوجيه من قبل وزارة الزراعة لزراعة الذرة وتأمين كافة المواد الكاملة المدعومة للفلاحين من أسمدة ومحروقات وبالتعاون مع المعنيين تمت زراعة الذرة بمساحات ضخمة.

وتعتبر الذرة من المحاصيل المهمة وتحتل موقعاً متميزاً على خارطة الإنتاج الزراعي في منطقة الغاب وتحظى بمكانة إنتاجية واقتصادية جيدة كونها تسهم في تحقيق دخل مادي للمزارعين وتأمين مادة أساسية لعدد من الصناعات الغذائية إضافة إلى تحويل قسم منها إلى علف للثروة الحيوانية وخاصة الأبقار والجواميس، وتعمل الهيئة على تشجيع الفلاحين على التوسع بزراعتها عبر تأمين مستلزمات العمل والإنتاج بالتعاون مع الجهات المعنية.

وقال مزارعون إن الذرة الصفراء من المحاصيل واسعة الانتشار في معظم أقسام منطقة الغاب وتستهلك حبوبها كعلف للدواجن والمواشي كما يستهلك نباتها وبقايا المحصول علفاً للأبقار والجواميس وتسهم في تأمين دخل اضافي جيد للأهالي بعد ارتفاع ثمن تسويقها في السوق المحلية، ودعوا الى ضرورة زيادة الدعم للمزارعين وخاصة لجهة تأمين مياه الري وزيادة مخصصاتهم من المحروقات اللازمة لعملية السقاية.

واشتكى مزارعون من دعم المحصول القليل بالسماد، وهذه خسارة كبيرة للمزارعين، حيث لا يوجد سماد في السوق السوداء لكي يشترونه، والمصارف الزراعية خالية من السماد، وطالبوا بإنشاء مصارف زراعية خاصة لدعم المحاصيل الزراعية الثنائية غير المدعومة من قبل الحكومة.