لكل السوريين

استخدام جائر للآبار يهدد بجفافها في حمص

حمص/ بسام الحمد

على الرغم من وفرة الأمطار هذا العام إلا أن أهالي حمص وخاصة في الريف الشرقي يتخوفون من الجفاف، ويعتمد غالبيتهم على الآبار، لذا بات الكثير منهم يتخوف من جفاف الآبار نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وكثرة الطلب على المياه.

ارتفعت خلال الأسبوعين الماضيين درجات الحرارة لمستويات قياسية، وصُنف الصيف بأنه الأكثر حرارة على الإطلاق وسط تحذيرات من كوارث مناخية وإنسانية، إذا قاربت درجات الحرارة الـ 50 درجة وهو الأعلى منذ عقود.

يعاني سكان ريف حمص الشرقي، حالة قلق وتخوف إثر جفاف مصادر مياه ري أراضيهم المتمثلة بالمياه الفائضة عن حاجة الشرب بالنسبة للينابيع، ومياه الآبار العشوائية التي تحولت إلى مصدر رئيس لمياه الري خلال السنوات العشر الماضية.

عانت سوريا من ثلاث موجات جفاف منذ عام 1980، جاءت أشدها ما بين 2006 و2010، وتوصلت دراسة لوكالة ناسا الأميركية إلى أن الجفاف الأخير الذي بدأ عام 1998 في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط، والتي تضم سوريا والأردن ولبنان وفلسطين وقبرص وتركيا، من المحتمل أن يكون أسوأ جفاف خلال القرون التسعة الماضية.

وفي العام الجاري وصلت معدلات هطل الأمطار في سوريا إلى لمستويات قياسية، إلا أن الحرارة العالية وكثرة الطلب على المياه، يهددان بجفاف الآبار وهي التي يعتمد عليها أهالي ريف حمص.

ولا تولي الحكومة قضية تأمين مياه السقاية أو الشرب في محافظة حمص أي اهتمام، رغم توسع الجفاف الذي ينال من الآبار والينابيع، ووصوله إلى مستويات مهددة لفقدان المياه.

يقنن الكثير من المزارعين من مياه الري التي يستخرجونها من آبارهم خوفاً من جفافها في سعيهم لتأمين مياه الشرب وحاجة قطعانهم، كما أن حفر بئر يحتاج الكثير من المال وهو في وضع مادي صعب نتيجة ارتفاع صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.

يقول أهالي أن العام الحالي شهد المرة الأولى التي تجف فيها البئر بشكل كامل، إذ كان منسوبها يتراجع تدريجيًا خلال الأعوام الماضية، إلا أن حرارة الجو والاستجرار الجائر للمياه كان له أثراً بالغاً.

وبات مزارعو ريف حمص يتخوفون على مصير مياه الآبار، ويقدر عدد الآبار المخالفة في محافظة حمص أكثر ثلاثة آلاف بئر، أسهمت في جفاف 13 نبعًا بالمحافظة، في حين قدّر مزارعون وجود أكثر من عشرة آلاف بئر عشوائية في المنطقة.

وأدى الجفاف بالفعل إلى تراجع الزراعة ورفع أسعار الغذاء وقد استوردت سوريا القمح في عام 2008 بعد سنوات من تصديره خلال فترة التسعينيات.

ووفقاً لمنظمة “الفاو” عانى قطاع الزراعة السوري من خسائر تقدر قيمتها بـ 16 مليار دولار بين عامي 2011 و 2016 وتراجع قطاع الزراعة بنسبة 40% ما أدى إلى غلاء الأسعار وجعل نصف السكان تقريباً على حافة المجاعة.

لم يقتصر أثر جفاف الينابيع والآبار على الزراعة فقط، إنما طال مياه الشرب أيضًا، فبعد جفاف الينابيع منذ مطلع حزيران الماضي، اتجه عدد من السكان لاستخدام مياه الآبار رغم مخاطرها الصحية، في ظل غلاء تكاليف الحصول على مياه الشرب من الصهاريج.

وفي آب 2021، حذرت منظمات إغاثة دولية من أن ملايين الأشخاص في سوريا والعراق معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي، بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف.