لكل السوريين

نساء الساحل أمام معارك حقيقية في الشتاء القادم وسلاحهم زيف الوعود الحكومية

اللاذقية/ سلاف العلي

كل شيء يرتفع قيمته في هذا البلد ماعد قيمة المواطن ومعنوياته، حتى المزاودات بكل شيء، فقد ارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية ساعات تقنين الكهرباء في اللاذقية وريفها وطرطوس وريفها، بنسبة كبيرة وزاد معدل الانقطاعات المفاجئة خارج ساعات التقنين إلى ما يصل لخمس ساعات يوميا نظاميا ووصل الى حدود ثلاث ارباع الساعة نظامية، ويمكن الزيادة في التقنين والتقليل في الوصل.

وتعاني نساء الساحل بشكل خاص والنساء في مناطق الحكومة السورية، من صعوبة تدبر أمر عوائلهن من غسل ملابس وتجفيفها كونها الآلات تعتمد على الكهرباء بشكل مباشر.

وبررت مديريات الكهرباء ذلك، في كلا طرطوس واللاذقية، بأن هناك حالة زيادة في الحمولات بمعدل 25 الى 35 بالمئة، ما أسهم بارتفاع معدل العجز بين الطلب والمتاح وتسبب بارتفاع ساعات التقنين وكثرة وطول الانقطاعات، متجاهلين الوعود التي أطلقوها في الأسابيع السابقة حول تخفيض ساعات تقنين الكهرباء، لا سيما في فصل الشتاء القادم الذي لم يشرف حتى الان، ففيه يصل الاستهلاك لذروته وتزداد الحمولات للضعف.

السيدة أم سعيد من مدينة جبلة، قالت لنا عن تحضيرات فصل الشتاء، المدفئة التي لدينا تعمل على المازوت لم نستخدمها منذ ثلاثة أعوام وحتى الان، والكهرباء تنقطع باستمرار وارتفع سعرها بشكل كبير، وكذلك الغاز، والحطب، والفحم فلا يمكن استخدامه لدينا في الطوابق بالمدن وسرعان ما يملأ الدخان البيت وتغلق المداخن.

وكانت الحكومة السورية قد نقصت حصة الأسرة من التدفئة العام الماضي من 200 لتر إلى 50 لترا وهي بالكاد تكفي لأول أسبوع من الشتاء، علاوة عن صعوبة إجراءات استلامها التي يمكن أن تطول لمنتصف الشتاء، حيث برروا ذلك بدعم الكهرباء وتحسينها وتخفيض ساعات التقنين.

ونشرت وسائل محلية مختلفة، في المحافظتين، وحسابات لشخصيات معروفة محليا بمناطق مختلفة، تؤكد أن الحكومة السورية نفذت قراراتها بتخفيض الدعم ورفع أسعار المحروقات، لكنها لم ولن توفي بوعودها المتعلقة بتخفيض تقنين الكهرباء، بل زادت ساعات التقنين إضافة لمشاكل الانقطاع خارج أوقات التقنين.

السيدة ماجدة العلي من مدينة طرطوس أخبرتنا ما يلي: انظروا الى فواتير الكهرباء المدفوعة مؤخرا لقد شهدت ارتفاعا كبيرا في قيمة فاتورة الكهرباء رغم كل المشاكل التي تعترضها، والغريب بهيك قصة وهي بمثابة لغز، ما في كهرباء وساعات تقنين عالية ورغم ذلك في مصروف كهرباء عال، فقد وصلت قيمة فواتير المستهلكين حسب التعرفة الجديدة إلى ما يقارب أربعة أضعاف التعرفة السابقة، علاوة على كل ذلك، ارتفاع أسعار المحروقات والألبسة الشتوية وباقي المواد الأساسية للمعيشة.

يذكر أن الحكومة السورية فشلت عدة مرات في تنفيذ القرارات والوعود التي أطلقتها لتحسين الواقع المعيشي، إضافة لعدم التزام المسؤولين المحليين بالتعليمات الموجهة لهم، بل محاولة حيازة كل ما يعود بالنفع لتجارتهم ومصالحهم الخاصة.