لكل السوريين

البحث جارٍ عن سندريلا اليوم

احمد الابراهيم

لعلنا في الصغر كنا من المحبين لقصة سندريلا الفتاة الفقيرة، والتي كانت تعاني من الفقر والبؤس والظلم، وكذلك كنا كلنا شوقا بمتابعة القصة، وكيف سوف تكون نهايتها الجميلة، وكنا متابعين لأميرها الجميل الغني الشهم الذي تعلق قلبه بحبها وظل باحثا عنها في أرجاء المدينة ويتغنى بجمالها ورقتها، ولكن من سندريلا اليوم ومن أميرها؟.

ولعل أقرب ما يخطر إلى أذهاننا هو الشعب نفسه فهو سندريلا الفقيرة المضطهدة والمظلومة، وكذلك هو الأمير الباحث، فكيف لعب شعبنا اليوم تلك الأدوار وبشكل ازدواجي ودون أن يمل المشاهد أو يضجر المستمع، وهل لشعبنا هذه القدرة التمثيلية البارعة؟، أم أن الظروف هي التي جعلت هذا الشعب نجما لامعا؟.

ولنسقط واقع سندريلا اليوم، ولنشرح ظروفها، ولعل واقع سندريلا اليوم أصبح معلوما للجميع، ولعل سندريلا في مدينة الرقة كانت تتحمل الأعباء الأكبر، حيث أن منزلها مدمر بفعل ويلات الحرب، وكذلك الفقر والحرمان يحيطان بها من كل جانب، فهي لا تقوى على الحصول على قوت يومها، وحرمت من اللحوم والفواكه وطيبات الدنيا بسبب ارتفاع سعر الصرف، وكذلك عدم توفر فرص العمل التي تمنح أجور تستوعب انخفاض سعر الليرة السورية، ولباسها رث من البالة أو من المنظمات الخيرية وليس ماركات خلابة.

وفي ظل هذه الظروف لسندريلا التي تتحول وبشكل فجائي إلى الأمير الباحث، والذي يجوب الطرقات بحثا عن المازوت في الكازيات والبسطات ومفترقات الطرق، بسبب قرار الإدارة الذاتية بمنع الإتجار في السوق السوداء من جانب وعجز الإدارات عن تلبية الاحتياج، جعل أميرنا الباحث تزداد معاناته.

فالمازوت الذي يبحث عنه أصبح سعر اللتر الواحد يفوق الـ300 ليرة سورية، وأميرنا بسبب ظروف الحرب أصبح عاجزا عن سداد قيمة ما يبحث عنه، ليعود إلى بقايا قصره المدمر البارد، حزينا كئيبا لا يوجد في قلبه شيء إلا حب الوطن والتمسك به، وهو على يقين بأنه المعذب المضطهد، وأنه الأمير المنقذ، وعليه أن يفكر مليا كيف له أن يخلص نفسه من شرك المصائب والاضطهاد.

ولعل الإدارات لابد لهم أن يكونوا بنفس درجة الطيبة والإنسانية للساحرة التي ساندت سندريلا، وحافظت على قلب الأمير العاشق من الإحباط والانكسار، وأنت أخي القارئ هل تعاني مثل معاناة سندريلا والأمير الباحث عن الحب؟، أم أن ظروفك أصبحت شبيهة بظروف بائعة الكبريت التي ماتت من شدة البرد.