لكل السوريين

سمكة غريبة.. اصطياد سمكة الشمس القمر أو شمس المحيط في جبلة

اللاذقية/ سلاف العلي 

 

سمكة شمس المحيط أو كما تسمى سمكة الشمس هي سمكة عظمية لها شكل مدور لا مركزي مع زعانف ضخمة بدون ذيل تقريبا، كما تسمى: مولا مولا, سمكة محمية بموجب اتفاقية الامم المتحدة الخاصة بالتنوع البيولوجي في كل دول العالم وسورية موقّعة عليها .

الجسم كبير ومسطح وعيونها وفمها صغيرة جدا، وهي تملك أسنان قوية مشحوذة حادة وملتحمة، الجسم مغطى بجلد سميك قاسي يصل إلى 15 سم, فضي أو رمادي أسمر أو مزركش أزرق, فتحات الغلاصم صغيرة توجد فقط خلف الزعانف الصدرية الصغيرة, أما الزعانف الظهرية والشرجية فهي كبيرة مثل المجازيف تدفع السمكة بسرعة جيدة جدا.

توجد سمكة الشمس “مولا مولا” في كل المحيطات ذات المناخ الاستوائي والمعتدل وهي تفضل المحيطات المفتوحة، تعد من الأسماك الأكثر خصوبة، حيث تنتج أكثر من 300 مليون بيضة حجم كل منها 2-3 مم .

أما نظامها الغذائي فهي تأكل أنواع مختلفة من الفرائس مثل قنديل البحر والحبار والإسفنجيات وأسماك صغيرة ويرقات, وهي متكيفة للتغذي على قنديل البحر لان جلدها السميك يحميها من الأشواك اللاسعة.

وهي سمكة ليست مرغوبة كثيرا كغذاء ويحوي لحمها على السم مثل أسماك البالون, وهي من الأسماك النادرة في البحر المتوسط, وتعد من الأسماك السامة ويمنع تناولها بسبب احتوائها السموم, ويصل عمرها إلى 100 سنة، وفي الغالب يغطى جسمها بالطفيليات, وللتخلص منها يقترب المولا مولا من عشب البحر أو بعض البقايا الطافية لتقوم أسماك صغيرة تعيش فيها بتنظيف الجسم من الطفيليا .

عثر على فرد من هذا النوع وتم توثيقه لأول مرة في المياه الشاطئية السورية بالقرب من شاطئ اللاذقية منطقة ابن هاني، عام 2006 وكان طولها حوالي 2.5 م وعرضها حوالي 1.5 م وتزن حوالي 500 كغ، وظهورها في هذه المناطق حالة عرضية يمكن أن يكون السبب ملاحقتها لسرب من أسماك السردين أو السكمبري أو الحبارات

أما التوثيق الثاني لها فكان في ميناء بانياس وذلك في شهر شباط 2007 فقد اصطادها أحد الصيادين ووجدت معروضة للبيع في ساحة السمك، طولها تقريباً 60 سم وعرضها حوالي 40-30 سم.

من غرائب سمكة الشمس أنها تصاب بأربعين نوع من الطفيليات البحرية ولذلك تلجأ لحيلة عجيبة وهي الصعود لسطح الماء للسماح لطيور النورس بالتقاط تلك الطفيليات من جسدها، من غرائبها أيضاً أنها تلجأ للاستلقاء على جانبها بالقرب من سطح الماء للتشمس أو تعريض جسدها للشمس للحفاظ على درجة حرارة جسمها والتي لا يجب أن تقل عن 10 درجات ولعل هذا هو سبب تسميتها بسمكة الشمس, وبالرغم من كون القليل فقط من الحيوانات المفترسة قادر على مهاجمتها مثل أسود البحر وحيتان الأوركة واسماك القرش نظرا لحجمها الذي يقارب حجم شاحنة كبيرة فهي من اﻷسماك المهددة بالانقراض بسبب النشاطات البشرية فسمكة شمس المحيط عرضة للأذى أو الموت من النفايات العائمة في البحر كالأكياس البلاستيكية وكذلك شباك الصيادين و اصطدام القوارب و السفن بها خلال فترات طفوها على السطح.

سمكة شمس المحيط غير مؤذية للإنسان ولا تهاجمه بل في الحقيقة تفيده بتخليصه من كميات ضخمة من قناديل البحر والمشهورة بمهاجمتها للبشر في مياه الشواطئ. وفي حالة صيدها في كثير من الحالات لا تكون مفيدة ﻷن لحمها يحتوي سموما، ومع ذلك تعتبر هذه السمكة وجبة طعام شهية في بعض اجزاء العالم مثل اليابان وكوريا وتايوان بعد ازاله السموم منها وفق معايير صارمة.

يحتوي جسم سمكة الشمس على نوع من السم يشبه في تركيبه الكيميائي التيرودوتوكسين, وهو موجود تحت الجلد وفي الكبد والمناسل.

وأن أعراض الإصابة بالسم, تحدث عموما خلال 10 إلى 45 دقيقة بعد أكل السمك ومن هذه الأعراض: وخزات شديدة حول الفم، سيلان اللعاب، غثيان وتقيأُ، شلل، فقدان الوعي، وفشل تنفسي، ويمكن أَن يؤدي إلى الموت, وتتم المعالجة بتسريب السوائل واعطاء المانيتول، ومراقبة المريض بشكل جيد.

الوقاية من السمكة، يكون بعدم صيد السمكة أو استهلاكها، ولكن إذا كان لا بد من أكلها فيجب نزع الكبد والمناسل والجلد، ولبس القفازات عند فعل ذلك خشية أن يتسرب السم الى اي جرح في اليد، الا أنه يفضل استبعادها نهائيا.

وفور اصطيادها بمدين جبلة من قبل قارب صيد يحمل مجموعة من الصيادين بتاريخ30 أيار2022, فقد تم التحفظ على سمكة القمر، من أجل التحليل وأخذ عينات وتم منع بيعها للناس من قبل الجهات المختصة، وهددت مديرية الهيئة العامة للثروة السمكية: إذا تكرر اصطياد هذا النوع من الأسماك فسيتم حرمان الصيادين من الصيد لمدة أسبوعين وحجز القارب لعدم منفعتها الاقتصادية ولحماية البيئة البحرية.