لكل السوريين

للحاجة لوظيفة ثانية.. نساء يدخلن العمل كسائقات

السوري/ حمص 

نتيجة الرب السورية والأزمات الاقتصادية المتعاقبة وسوء الوضع المعيشي، دفع الكثير من أهالي حمص إلى البحث عن وسائل لتحسين دخلها بوسائل مختلفة، فرواتب الموظفين لم تعد كافية لتغطية المصاريف الشهرية، وأيضا العمل في القطاع الخاص لم يعد مجديا في ظل انخفاض الأجور والرفض المتكرر من معظم أصحاب العمل لرفعها، وحتى من يمتلك سيارة خاصة باتت عبئا عليه في حال لم يتمكن من جعلها منتجة.

وبدأت تعمل العديد من النساء في مختلف الدول كسائقات لتوصيل طلبة المدارس باستخدام سيارات خاصة تعود ملكيتها لهن، أو لأزواجهن، حتى بات هذا العمل مهنة منذ عدة سنوات ولاقى انتشارا في بعض الدول العربية.

وفي سوريا بدأت هذه المهنة بالانتشار مؤخرا في العاصمة دمشق، على الرغم من ارتفاع أسعار الوقود وندرتها، حيث بدأت العديد من النساء بالعمل على توصيل طلاب المدارس والروضات في طريقي الذهاب والإياب مقابل أجور محددة يتم الاتفاق عليها مسبقا مع ذويهم.

تقول ريم وهي امرأة لرجل مصاب أنها بدأت بالتفكير باستخدام سيارة زوجها الذي أصيب بشظية خلال الحرب ما أدت لعدم قدرته على العمل، من أجل استثمارها وجعلها تدر دخلا إضافيا، وبدأت بتعلم القيادة والتواصل مع محيطها لإيصال الطلاب وبأسعار تقول إنها مدروسة..

واستطاعت ريم الترويج لعملها وأصبح لديها زبائن، ووجدت أن هناك العديد من الأمهات يفضلن وجود سيدة ترافق أطفالهن وخاصة إلى المدارس البعيدة عن منازلهم أو المدارس التي يوجد فيها نقل ولكن الأسعار مرتفعة.

وبعد العمل في هذا المجال وجدت السيدة أن، الدخل الناتج عن عملها جيد جدا، وكذلك ساعات عملها محدودة وفقا لدوام المدارس صباحا وظهرا، في حين تقع على كاهلها مسؤولية كبيرة تتمثل في العناية بالأطفال وأمانهم.

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة، إلا أن أجرة نقل الطلاب بهذه الطريقة أقل من النقل المدرسي الذي يشهد حاليا ارتفاعا كبيرا يوازي بشكل تقريبي القسط التعليمي في بعض المدارس الخاصة، مشيرة إلى أنه يتم تحديد أجرة نقل الطالب بحسب المسافة المقطوعة.

ولم يقف عمل سائقات التكسي في حمص على إيصال الطلاب فحسب، بل إن هذا العمل خلق نوعا من العلاقات الاجتماعية مع أمهات العديد من الطلاب اللاتي بتن يطلبنها لقضاء بعض الحاجيات الأخرى أيضا، أو لإيصالهن إلى الأسواق أو بعض المناطق بعد الاتفاق على سعر محدد، ما خلق حالة من الازدهار في هذا العمل.

وهناك عدة سيدات يقمن بالتعامل مع سائقات التكسي، أن التعامل معهن مريح، وهناك اتصال دائم خلال عملية نقل الطلاب أو قضاء الحاجيات عبر تطبيقات وسائل التواصل للمتابعة خاصة خلال وجود ازدحامات مرورية.

وتشهد سوريا منذ أكثر من عامين أزمة حادة في المواصلات، نتيجة أزمة الوقود، وهذا ما أثر بشكل سلبي على المواطنين وزاد من معاناتهم، ويرى المواطنون أن مثل هذه الأزمات لن تنتهي في البلاد، ما دامت الحكومة لا تلعب دورا حقيقيا لإحداث انفراجة وحل المشكلات، أو بالأحرى ربما تتعمد في خلق مثل هذه الأزمات،حيث بات واضحا فشل الحكومة في تنفيذ قراراتها وتحمل مسؤوليات موظفي مؤسساتها.

كما تشهد معظم المناطق السورية نقصا كبيرا في الوقود، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أسعار النقل العام والخاص، حتى بات السائقون هم من يتحكمون بأجور النقل ومسارات النقل مخالفين الخطوط الرسمية التي حُددت لهم مسبقا للسير فيها، ما زاد من معاناة المواطنين بشكل كبير.