لكل السوريين

سوريو شمال غرب البلاد.. بين سندان القصف العشوائي ومطرقة القتل العمد من ’’الجندرمة’’

نتيجة للحرب الطاحنة التي تشهده مناطق شمال غرب سوريا، آخر قلاع التنظيمات الإرهابية في إدلب وأرياف حلب، تتواصل معاناة السوريون هناك، حيث أفضى الهجوم العنيف الذي يشنه النظام المدعوم من روسيا على التنظيمات الإرهابية التابعة لتركيا إلى موجة نزوح كبيرة، في ظل الأمطار الغزيرة التي تهطل على المنطقة.

وفي استطلاع رأي أجراه مراسل صحيفتنا مع النازحين من هناك، أكدت النسبة الأكبر منهم أن تركيا هي من عرضتهم للمأساة بحسبهم، وامتنع أغلبهم عن ذكر أسمائهم لتجنب عدم ملاحقتهم أمنيا من قبل إرهابيي ’’هيئة تحرير الشام’’، جبهة النصرة سابقا، التابعة لتركيا.

المدرس، م م س، الذي فضل ذكر اسمه هكذا، تخوفا من الإرهابيين، قال “نشكر صحيفة السوري على اهتمامها بحال الشعب هنا، فليعلم الكل أن تركيا وإرهابيوها هم من أوصلونا لهذه الحال، أردوغان نهب الثروات السورية والمحاصيل والمعامل، دون رادع له”.

وعن الجانب السياسي، أشار المدرس إلى أن جمع الكثير من المعارضين وجندهم لصالحه، تحت اسم الجيش الوطني، مؤكدا على أن الكل يعلم أن الوطن براء منه، إن كانوا حقا وطنيون فلماذا تركونا نعاني وذهبوا إلى ليبيا، ولماذا تركونا تحت القصف وذهبوا شرق الفرات، هل هم حقا وطنيون.

وعن سبب وصول سوريا إلى ما هي عليه الآن، وتحديدا المنطقة الشمالية الغربية، أوضح الإعلامي خ س أن ’’التدخل التركي اللاأخلاقي في الشأن السوري الداخلي هو من أدى إلى موجات النزوح هذه وقبلها من عموم سوريا، هو من زج بالإرهاب إلى سوريا، ونقلهم إلى مناطق أخرى والآن إلى الخارج.

أبو حسن، تاجر في السوق الرئيسي في إدلب المدينة، قال ’’كل ما يحدث الآن بسبب التدخل التركي، نحن الآن بين خيانة الأتراك وهجوم النظام وقصفه العشوائي، أين نتوجه؟، أردوغان أغلق الحدود وأمر الجندرمة بقتل أي شخص سوري يحاول الدخول إلى تركيا’’.

وقبل ثلاثة أشهر شنت قوات النظام مسنودة بالطائرات الروسية هجوما وصف بالأعنف منذ أعوام على أرياف حماة الشمالية، وحلب الجنوبية الغربية، وإدلب الشرقية، ونتج عنه نزوح ما لا يقل عن 350 ألف مواطن سوري بحسب الأمم المتحدة.

وكانت تركيا من خلال اجتماعات عقدتها مع الروس باعتبارهم الضامن للنظام في سوريا قد نقلت جميع التنظيمات الإرهابية وعوائلها إلى المناطق المتنازع عليها الآن، ووحدت جبهة القتال للقوات النظامية، بعدها قامت بنقل عدد كبير منهم لمقاتلة الشعب السوري في شمال شرق البلاد، من ثم نقلت الكثير منهم إلى طرابلس الليبية.

تقرير/ عباس إدلبي