لكل السوريين

النظام التركي وجرائمه من سوريا إلى ليبيا

النظام التركي وجرائمه من سوريا إلى ليبيا

تعد ليبيا من الدول الأفريقية الهامة نظراً لغناها بآبار النفط من ناحية ولموقعها الاستراتيجي على البحر المتوسط بأقصى شمال القارة الإفريقية من ناحية أخرى، مما يجعل منها ميناءا للتصدير ومقصداً للشباب الأفريقي الطامح لمستقبل أفضل وللهروب من الجوع والحروب في القارة السمراء نحو الدول الأوربية.

فبعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا الذي حكم ليبيا لأكثر من 42سنة حصلت فوضى سلاح وتعدد للفصائل في ليبيا، وأصبحت تهدد دول الجوار وخاصة مصر، إضافة لتشكيل ليبيا خطر على كافة دول المنطقة والعالم، حيث كان هناك سيطرة لتنظيم داعش على مدن هامة في ليبيا، ومنها مدينة درنة.

عملت مصر مع دول عربية أخرى منها الإمارات والسعودية على تقديم الدعم للمشير خليفة حفتر الذي استطاع توحيد أغلب الفصائل المسلحة تحت راية الجيش الليبي بقيادته، واستطاع تحقيق انتصارات على التنظيمات الإرهابية وضبط تهريب السلاح الذي كان يأتي من تركيا إلى ليبيا لدعم جماعات الإخوان المسلمين والفصائل السلفية المتشددة.

ومؤخراً سيطر الجيش الليبي على مدينة سرت الاستراتيجية على البحر المتوسط من تنظيم داعش، ومع اقتراب المعركة من العاصمة طرابلس وغياب أفق الحل السياسي مع حكومة فايز السراج بعد عقد عدة لقاءات في دول عربية وأجنبية بين الطرفين؛ وجه السراج طلباً لتركيا للتدخل عسكرياً في ليبيا، لإنقاذ الفصائل السلفية والإخوانية ومنع قوات الجيش الليبي من السيطرة على العاصمة طرابلس وتحريرها.

قام أردوغان بإرسال المرتزقة السوريين ممن يسميهم هو بالجيش الوطني السوري للقتال في ليبيا دعماً للفصائل الإخوانية والسلفية في طرابلس وسط إدانة ورفض من الجامعة العربية وصمت المجتمع الدولي.

إن استخدام أردوغان للمقاتلين السوريين وإرسالهم إلى ليبيا لدعم حكومة السراج يأتي انطلاقاً من أدبيات الاخوان المسلمين، فاردوغان يتصرف اليوم ليس بصفة رئيس للدولة التركية بل بوصفة زعيماً للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فالإخوان لا يعترفون بالحدود السيادية للدول ويعتبرون أي مكان تتواجد به جماعتهم واجب عليهم تقديم الدعم لهم، دون أي اعتبار للحدود أو الجنسية.

وإن هذا الأمر يوجب على المجتمع الدولي ادانته، ومنع اروغان من التغلغل بليبيا لأن عدم استقرار ليبيا يؤثر على دول المنطقة والجوار من خلال تنشيط خلايا داعش مرة أخرى وزيادة الهجرة والتهريب عبر السواحل الليبية لأوربا، وهو ما يستخدمه أردوغان لابتزاز المجتمع الدولي للسكوت عن تدخله بليبيا، حيث يستخدم ورقة اللاجئين والإرهاب لتبرير تدخله بشمال وشرق سوريا لإجراء مشروعه في التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي.

واستخدام مصطلح المنطقة الآمنة لتوطين عوائل الإرهابيين لتحقيق مشروعه في سوريا، إلا أن مقاومة الكرامة التي أبدتها قوات سوريا الديمقراطية ووقفها بوجه هذا المخطط والتي دافعت بكل بسالة عن وحدة سوريا، وأسلوب العيش المشترك والسلم الأهلي بين المكونات وهو ما زاد م الالتفاف الشعبي حول قوات سوريا الديمقراطية مما جعل المجتمع الدولي يفاجئ بتماسك الإدارة الذاتية ومقاومة قوات سوريا الديمقراطية، الامر الذي دفع بالكثير من الدول للتعبير عن تضامنها وادانتها للعدوان التركي، وستبقى المقاومة مستمرة حتى تحرير جميع المناطق السورية من الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين.

أنور المشرف