لكل السوريين

صيف ايراني ساخن

حسن مصطفى

انتهت منذ أيام الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي طال الحديث عنها في كل الأوساط المحلية والإقليمية والدولية بعد أن شهدت صراعا حادا بين القوى الرئيسية في إيران.

الصراع المتمثل بالإصلاحيين الداعين للتطوير وتحسين الواقع من جهة والمتشددين المنضوين تحت عباءة المرشد خامنئي الذين لا يقبلون أي شكل من أشكال التغيير في المواقف السياسية في تحد مستمر للواقع الذي يتطلب بعض المرونة السياسية.

وهم في ذلك حريصون على فرض إرادتهم وقرارهم على الجميع من خلال استبعاد بعض رموز المعارضة، التي كان الشعب الايراني يعول عليهم من أجل إخراج إيران من أزمتها الداخلية والإقليمية، في ظل هذا الحصار الدولي الذي تسبب بخلق أزمة اقتصادية خانقة أدت لحدوث تضخم اقتصادي غير مسبوق يرافقه تردي في مستوى معيشة معظم شرائح المجتمع الايراني.

والآن وقد انتهت الانتخابات واستطاع المتشددين أن يحققوا فوزا كاسحا فيها وذلك من خلال فوز مرشحهم ابراهيم رئيسي الذي انبرى فور الإعلان عن نجاحه في الانتخابات إلى الاعلان عن ثوابت تياره المتشدد في مواجهة الولايات المتحدة.

حيث أكد على رفض إيران ادراج برنامجها للصواريخ الباليستيةـ إضافة إلى موضوع المليشيات المرتبطة بالمشروع الايراني التي هي في الواقع أذرع عسكرية للمشروع الإيراني.

ولا تقبل إيران ادراجها تحت أي مسوغ ضمن جداول المفاوضات مع المجتمع الدولي، وهذا الأمر سيشكل عقبة حقيقية أمام المفاوضات.

من هنا فإننا سنشهد إزاء تلك المواقف المتشددة وردة الفعل الدولية المقابلة لها جولات ماراثونية من المفاوضات وصيفا ساخنا لن تكون نتائجه كما يتمنى المفاوض الإيراني، ومن وراءه التيار المتشدد، والذي بأن من المؤكد والحتمي أن رياح التغيير لن تجري كما تشتهي سفن المرشد، ومن وراءه تياره المتطرف الذي لا يزال يحلم بانصياع العالم لرغباته، التي باتت من الماضي الذي لن يعود أبدا وعلى المسؤولين الايرانيين أن ذلك ويفكروا ويتصرفوا وفق مقتضاها من خلال القبول بتغيير كبير في المواقف السياسية، والرضوخ للإملاءات الدولية التي ستكون البوابة الوحيدة لعودة إيران إلى الحظيرة الدولية.

وإلا فإنها ستتعرض لضغوط وعقوبات أكثر قسوة من سابقاتها، وستؤدي إلى نتائج كارثية على المجتمع الايراني ومشروع ايران الاستراتيجي في المنطقة برمته والعاقل من اتعظ بغيره وجنب نفسه الكوارث.