لكل السوريين

نحن ومبدأ الصداقة في حياتنا

محمد عزو

هنا في “الرقة” نقول الصديق وقت الضيق، ويتحدث التاريخ عن أحداث جرت بين صديقين كانت الزيارات والمودة بينهما عامل شفاء ومحبة وحسن خلق كريم. لأن العلاقة بين هذين الصديقين تعتبر من أسمى وأرقى صور الصداقة النقية.

تصنف الصداقة على أنها أجمل العلاقات وأصدقها إن كانت هي مبنية على أسس نقية وسليمة، وتعتبر منبعاً للسعادة والفرح إن قمنا نحن بانتقاء الصديق المناسب والذي يمدنا بالخلق الحسن والسلوك الراقي والطاقة الإيجابية، ويساندنا في السراء والضراء وعند الحاجة.

الصداقة هي في حقيقة الأمر علاقة إنسانية قائمة على مجموعة من الأسس المتينة والقوية مثل، الإخلاص، والمحبة، والصدق، والتعاون، والتفاهم، والثقة المتبادلة، هذه الأركان القوية والمتينة في حال فقدانها فإن الصداقة تتهاوى وتهتز ويضعف بنيانها وتتعرض للكراهية، والقطيعة، والخيانة، والصداقة الحسنة تتمثل في مشاركة الإنسان لصديقه ومساندة له في أصعب الأيام وأحلكها، لأنه لا خير في صديق يتخلى عن صديقه وقت الحاجة وفي أيام الضيق.

ولنبل الصداقة الحقة وعظمتها فقد كان لها مفهوم جميل عند قدماء الفلاسفة والحكماء، فهذا الفيلسوف ” أرسطو” يرى بأن الصداقة ما هي إلا مجموعة من المشاعر المتبادلة بينن مجموعة من الأفراد في المجتمع، وهذه المشاعر تُبنى على وجود تشابه في الأذواق، وعلى المحبة والعِشرة الحسنة والمشاركة الوجدانية، ويرى أيضاً بأن أهمية الصداقة تكمن في أنها عنصر مساعد في حماية الإنسان من الوقوع في الأخطاء. ويقسم الفلاسفة الصداقة إلى أقسام وهي؛ – الصداقة النفعية:

وتعني التي يتم تحديد قيم لها عن طريق فائدة معينة مقابل تلك الصداقة، وهي صداقة مؤقتة تنتهي بانقطاع تلك الفائدة.

– صداقة المتعة: صداقة تظهر عندما تزيد درجة المتعة وتنتهي هذه الصداقة بانتهاء المتعة.

– صداقة الفضيلة: وتعتبر أفضل أنواع الصداقات، كونها تقوم على تشابه الخصال الحسنة والفضائل بين الأطراف وتدوم طويلاً.

وعند الفيلسوف” أفلاطون” الصداقة هي علاقة محبة متبادلة بين “الأنا” والغير، وهو يعني أنه لا يمكن إنشاء صداقة بين الشبيه وشبيهه ولا بين النقيض ونقيضه، بل يمكن خلق صداقة بين شخصين مختلفين لكنهما ليس متناقضين، بل بين شخصين متكاملين.. وللصداقة أهمية قصوى في الحياة فهي:

– تسهم في زيادة الإنتاجية، -وتساهم في إيجاد ملجأ للدعم، *- والصداقة لا تعاني من الوحدة، *- التفاعل مع الآخرين والإحساس بهم، *- وتساهم في محاربة الشعور بالسعادة.. وللصديق الحقيقي صفات جميلة منها:

الاهتمامات المشتركة – تقبل الأعذار – المساندة وقت الشدة – لا يسمح باستغابة صديقه – لا يكذب ولا يستخدم الكذب – يتمتع بالأخلاق الحسنة – غير حسود.

ولذلك نرى أنه لا بد من الحفاظ على مبدأ الصداقة الحسنة مدى الحياة وذلك بالتعامل مع الصديق بمرونة وأن نتخلص من القيود التي تؤثر سلباً على العلاقة، وأن يكون الاحترام والتسامح والعفو مبدأ سائد بين الأصدقاء. وهناك الكثير من النصائح للحفاظ على الصداقة مدى الحياة.