لكل السوريين

حماصنة على عرش إيطاليا.. أباطرة من أصول سوريّة حكموا روما …

حمص_ ورد اسم حمص “ايميزا” في العصر السلوقي والعصر الروماني حيث حظيت حمص برعاية الأباطرة الرومان وبخاصة الأباطرة السوريون الحماصنة الذين حكموا روما.

إذ أنجبت حمص فتيات لعبن دوراً مهماً في حضارة الرومان مثل جوليا دومنا ابنة باسيانوس كبير سدنة معبد الشمس في حمص كانت تتمتع بالجمال واللطف والذكاء والطموح وقفت إلى جانب زوجها القائد الليبي الأصل سيبتيمسيفيروس 193 – 211 م الذي وصل إلى سوريا وشجعته أن يعتلي عرش روما, ودخل روما بموكب فخم و أعلن فيها إمبراطوراً , فأسس عهده سلالة الأباطرة السيفيريين السوريين فتمتعت حمص وغيرها من مدن سوريا بامتيازات كإعفائها من الضرائب وأحاطت جوليا دومنا نفسها بنخبة من المثقفين من فلاسفة و أدباء وفقهاء و أطباء اعتمدت عليهم و أفادت منهم وبعد وفاة زوجها نشب نزاع عائلي بين ولديها كارا كالا 198 – 217 م و جيتا , وكان لمقتل جيتا عام 212 م أثره الأليم في نفس أمه جوليا دومنا , ويعتقد أن أخوه كارا كالا من دبر مقتله, حاول كارا كالا أن ينسي أمه مأساتها فجعلها ذات نفوذ كبير في الدولة , كونه  الإمبراطور ولكن الأقدار فاجأتها من جديد بمأساة أخرى عندما تمكن مقريتوس من القضاء على ابنها كارا كالا عام 217 م مما جعل حزنها الكبير يدفعها إلى الانعزال عن المجتمع والموت حزينة لما أصابها.

أما شقيقتها جوليا ماييزا التي ولدت في حمص فأنجبت فتاتين غدت كل منهما بعد زواجهما أم الإمبراطور، وهكذا: أنجبت جوليا ساميا بنت جوليا ماييزا الإمبراطور هليوجبال أو إيلاجبال وأنجبت جوليا ماميا بنت جوليا ماييزا، الإمبراطور ألكسندر سيفيروس.

كان إيلاجبال كبير سدنة معبد الشمس في حمص وأصبح إمبراطوراً وعمره لا يتجاوز الرابعة عشرة في حفلة استقبال شيوخ روما للإمبراطور السوري الشاب واستقبالهم له مصطحباً معه الحجر الأسود المنقول من حمص.

ولكن فلسفة إيلاجبال كانت تختلف كثيراً عن فلسفة شيوخ روما مما يوضح مواقفهم منه وبسبب مواقف شيوخ روما من إيلاجبال شجع الحراس على اغتياله عام 222 م فانتخب ألكسندر سيفيروس إمبراطورا ابن جوليا ماميا التي مارست الوصاية عليه وعندما اعتلى عرش الإمبراطورية الرومانية اتخذت الإجراءات الحكيمة التي جعلته في رأي المؤرخين أفضل أباطرة السيفيريين السوريين، وكانت أمه تحيط نفسها بنخبة من المفكرين والعقلاء المستشارين.

طبعا هذا الدور الحضاري الذي لعبته حمص جعل الشاعر اللاتيني جوفنال يقول:” إن نهر العاصي يبدو كأنه يصب في نهر التيبر” معبراً بذلك عن تأثير حمص وإسهامها السياسي والفني والجمالي في حضارة الرومان فكانت حمص بحق مدينة أباطرة روما.

 

نور الحسين