لكل السوريين

بتصاعد غارات مسيّراتها.. أوكرانيا تحاول نقل المعركة إلى العمق الروسي

منذ بداية الحرب على أوكرانيا، لجأت كل من موسكو وكييف إلى سلاح المسيّرات، وجرى الاعتماد عليها في عمليات يحرص فيها الطرف المهاجم على الإفلات من الأنظمة الدفاعية.

وكثر استخدامها في الأشهر الأخيرة لضرب أهداف في عمق أراضي كلا البلدين، بما يحمل رسائل سياسية، وانتصارات معنوية أكثر من تحقيق إنجاز عسكري.

حيث باتت كييف بحاجة إلى تحقيق أي إنجاز إعلامي لرفع معنويات قواتها المسلحة والرأي العام فيها بعد سقوط باخموت، وتصاعد الشكوك في قدرة الجيش الأوكراني على شن الهجوم المضاد الذي وعد به الرئيس الأوكراني منذ أشهر، فضلا عن التدمير اليومي لأنظمة الدفاع الجوي بالقرب من كييف من قبل القوات الروسية.

ومع تعرض العاصمة الروسية موسكو لهجوم بطائرات مسيرة، يبدو أن سلاح المسيّرات دخل بقوة على خط وسائل المواجهة العسكرية المتواصلة دون توقف بين روسيا وأوكرانيا.

وحسب خبراء عسكريين، جاءت هجمات المسيّرات الأوكرانية على موسكو رداً على الضربات الروسية لمقر المخابرات العسكرية في كييف.

هجمات جديدة

تزايدت وتيرة هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية على الأراضي الروسية بعد الهجوم غير المسبوق على موسكو بهذه الطائرات.

وأعلنت السلطات المحلية في خمس مقاطعات روسية محاذية لحدود أوكرانيا، تعرضها لقصف أوكراني أو هجمات بطائرات مسيرة.

وأوقفت سلطات مقاطعة شيبيكينو الحدودية حركة القطارات في المنطقة بسبب هذه الهجمات.

وتسبب هجمات هذه الطائرات بإشعال النيران في مبنى سكني في قرية لوماكوفكا بمقاطعة بريانسك على حدود أوكرانيا، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية، وفي وقت لاحق استهدفت الطائرات الأوكرانية المسيرة بلدة سوشاني في نفس المقاطعة.

وفي مقاطعة كالوغا المحاذية لها أعلن حاكم المقاطعة أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية فوق إحدى الغابات.

كما أسقطت الدفاعات الروسية مسيّرات أوكرانية أخرى قرب مركز المقاطعة في مدينة كورسك، ودعا حاكم المقاطعة السكان إلى التزام الهدوء.

وفي سمولينسك، نفذت مسيّرتان أوكرانيتان هجوماً على بنية تحتية للوقود والطاقة في المنطقة خلال الليل، ولم يتسبب الهجوم بوقوع إصابات بشرية أو نشوب حرائق.

محاولات نقل المعركة

مع أن المسيّرات لن تكون بديلا عن الأسلحة الأخرى، حيث يهدف استخدامها إلى إرسال رسائل سياسية وإعلامية، إلّا أن كييف قد تستمر في استخدامها نظراً لقدرتها على إحداث ضجيج إعلامي دون التسبب بتدمير كبير للمواقع التي تستهدفها، بما يمكن أن يثير ردود أفعال سياسية وعسكرية عكسية، وخاصة إذا كانت هذه الأهداف مدنية أو تحمل طابعاً رمزياً.

ورجّح خبير عسكري روسي أن تكون المسيّرات الأوكرانية قد طورت بنسبة كبيرة من قبل الأميركيين.

وتوقع أن تواصل كييف استخدام هذه الطائرات المسيرة لنقل المعركة إلى مدن وسط روسيا، بما في ذلك العاصمة.

وأشار إلى ضرورة تعزيز أنظمة الدفاع الجوية وتحديثها، للتعامل مع هذه التحديات بمستوى أعلى وأكثر جدية، وإنشاء شبكة إنذار مبكر أكثر تطوراً.

وتحدث عن صعوبة منع المسيّرات من اختراق الأجواء والوصول إلى أهدافها على خطوط التماس الطويلة، كونها تتطلب وضع عدد كبير من محطات الكشف عن هذه الطائرات لتكون في حالة جاهزية دائمة، وهي عمليه مكلفة مقارنة بانخفاض تكلفة المسيّرات.

مخاوف غربية من محاولات نقلها

ساهمت مخاوف واشنطن والدول الغربية من تطور الحرب في أوكرانيا إلى مواجهة بين موسكو وحلف الناتو، في منع الأوكرانيين من مهاجمة أهداف داخل العمق الروسي، وحذّرت إدارة بايدن الجيش الأوكراني من شن مثل هذه الهجمات في ظل تهديد بوتين باللجوء إلى القوة النووية الروسية لردع القوى الغربية التي تستمر على دعمها لكييف.

وكشفت ملفات البنتاغون السرية التي سرّبت قبل فترة، تدخل المؤسسة العسكرية الأميركية في وقت سابق من هذا العام، لإلغاء خطط كان الرئيس الأوكراني قد وافق عليها لتوسيع عمليات بلاده العسكرية إلى مهاجمة روسيا نفسها.

كما كشفت الوثائق الاستخباراتية عن مراسلات شخصية بين الرئيس الأوكراني وكبار الضباط في جيشه، توضح أنه رغم من مزاعمه العلنية بأن الأسلحة الغربية لن تستخدم لمهاجمة روسيا، فقد خطط لاستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” مؤخراً تقريراً حول خطط كان زيلينسكي قد وضعها لشن هجمات “خلف الأبواب المغلقة” على الأراضي الروسية في وقت سابق من هذا العام، تضمنت مهاجمة خط أنابيب ينقل النفط الروسي إلى المجر، ولكن ضغط واشنطن جعله يتخلى عنها.