حماة/ جمانة الخالد
تواجه المحاصيل الشتوية في محافظة حماة تحديات تهدد استمراريتها، في ظل تراجع الدعم الزراعي من قبل الحكومة السورية وارتفاع تكاليف الإنتاج، إذ يعاني المزارعون من ضغوط اقتصادية متزايدة، مما يضع مستقبل الإنتاج الزراعي المحلي على المحك مع بداية الموسم الشتوي.
وفوجئ الفلاحون في حماة، مع بدء عمليات زراعة أراضيهم بمحاصيل القمح والشعير والخضراوات الشتوية لهذا الموسم، برفع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي الأساسية، من أسمدة ومازوت زراعي.
وأفاد مزارعون بأن التكاليف المالية ستزداد عليهم بشكل مضاعف، للوصول بالإنتاج إلى بر الأمان، لا سيما مع وصول سعر طن سماد “اليوريا” إلى 9.2 ملايين ليرة سورية، وليتر المازوت الزراعي إلى 5 آلاف ليرة.
وسيؤدي قرار رفع أسعار الأسمدة والمازوت الزراعي إلى زيادة تكاليف الإنتاج، مما سينعكس سلباً على المزارعين والمستهلكين من خلال ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية.
ويتساءل مسؤولون عما إذا كانت هذه الزيادات تعني فعلياً نهاية الدعم الزراعي، معربين عن قلقهم حيال قدرة المزارعين على الاستمرار في الزراعة بمواردهم المحدودة، خصوصاً مع بداية موسم زراعة المحاصيل الشتوية، متوقعاً أن تكشف الأيام المقبلة عن مدى تأثير هذا القرار.
والأسوأ من ذلك أن أسعار المستلزمات قد تتضاعف إذا اعتمد الفلاح على السوق المحلية، لعدم توافرها كما يريد. فعلى سبيل المثال، لم يحصل المزارعون بعد على ليتر من المازوت الزراعي، مما دفعهم للشراء من السوق السوداء بسعر 20 ألف ليرة. كذلك، لم يتمكن مزارعو الأشجار المثمرة من الحصول على كيلو سماد، حيث تُعطى الأولوية لمزارعي القمح، ما يجعل 80٪ منهم عاجزين عن توفير الأسمدة، مما يهدد بإلحاق ضرر بأشجارهم، خاصة أن الأسمدة المتوفرة في السوق المحلية غير موثوقة.
ويُعتبر القطاع الزراعي في سوريا أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، إذ يوفر فرص عمل لشريحة كبيرة من السكان، خاصة في المناطق الريفية. ويعتمد الإنتاج الزراعي في سوريا على الزراعة المروية والبعلية، ويشمل محاصيل رئيسة مثل القمح والشعير والقطن. لكنه تعرض لأضرار كبيرة خلال السنوات الماضية، بما في ذلك نقص الموارد وتراجع الإنتاج.
لم تحرك الحكومة السورية ساكناً تجاه الأزمات المتتالية التي أضرت بالقطاع الزراعي، بل كانت سياساته القمعية سبباً في تفاقم المشكلات الاقتصادية. وتغيب الكهرباء عن معظم مناطق سيطرة الحكومة، وسط غلاء المحروقات وعدم توافرها، مما دفع المزارعين إلى اللجوء إلى حلول بدائية مثل استخدام الحمير والبغال للتنقل وحراثة الأرض.