لكل السوريين

الحماصنة يصرّون على صناعة الفرح في خميس الحلاوة

حمص/ نور الحسين 

بمخاريط ملونة باللونين الزهري والأبيض تبهر العين من حلاوة الخبزية التي تتربع على عرش الحلويات الشعبية الحمصية التي تشتهر بها مدينة حمص تتزين واجهات المحلات وخاصة في السوق القديم وما يحيط بها بهذه المناسبة فترتدي المدينة حلة زاهية ملونة من أنواع الحلاوة التي اختص بها هذا العيد، لتبعث ألوان تلك الحلويات في هذا اليوم الفرح بنفوس الكبار قبل الأطفال.

ويعتبر خميس الحلاوة أو خميس الأموات من الطقوس السنوية الهامة التي تعيشها مدينة حمص وتتفرد به عن بقية المحافظات السورية وهو تقليد قديم كان قد درج أهالي حمص عليه في البلاد منذ عدة قرون حيث تشهد المدينة يوم الاحتفال بهذا الخميس عدة طقوس من خلال زيارة الناس لموتاهم، لذلك بعض الناس يطلقون على خميس الحلاوة خميس الاموات حيث ينطلقوا فيه إلى المقابر لزيارة الموتى وغرس الآس على القبور وتوزيع الحلوى على الزائرين وإضافةً إلى توزيع الحلاوة بكافة أنواعها على الفقراء ما يضفي جوا من الألفة والمحبة ويتبارى الناس في شراء أنواع الحلوى إضافة إلى أن الجيران يتبادلون توزيع أنواع من تلك الحلوى فيما بينهم بهجة بخميس الحلاوة.

ويصادف هذا العيد يوم الخميس الذي يسبق احتفال المسيحيين الشرقيين بعيد الفصح في شهر نيسان من كل عام، حيث تبدأ العديد من المحال التجارية ومنتجو مادة الحلاوة “الحلويات الحمصية المشهورة” وقبل موعد “خميس الحلاوة” بعرض منتجاتها حيث يتفنن بصناعتها أصحاب الكار الذين يبدعون في تجهيز أنواع الحلاوة أشهرها حلاوة الخبزية سيدة الحلاوة الحمصية الأولى ، يليها في المرتبة البشمينة وتصنع من الطحين والسمن والسكر، أما السمسمية فهي كما يوحي اسمها فمصنوعة من السمسم والناطف مجتمعين، لتتوزع باقي الأنواع على الراحة بنوعيها السادة والمزينة بفستق العبيد ،والجوزية والطحينية ، وما يسمى بحلوى بلاط الجنة نظرا لتكعيباته المميزة وألوانه التي تجمع بين الأحمر والأبيض المصفر والعديد من الأصناف المميزة بمذاقها وجودتها وجميعها من إنتاج محلي تميزت به محافظة حمص على مدى السنين الماضية.

يذكر أن خميس الحلاوة هو واحد من 7 خميسات كان يتم الاحتفال بها في حمص مع نهاية الفترة المملوكية بالقرن الخامس عشر نتيجة ما تتميز به المدينة من تنوع اجتماعي لافتاً إلى أنه يتم حالياً الاحتفال فقط بخميس الحلاوة وبشكل متفاوت مع اندثار باقي الخميسات، وهو يأتي في الأسبوع الأخير من نهاية صوم الطوائف المسيحية في سورية التي تسير على التقويم الشرقي لذلك فتاريخه يختلف في كل عام.

‏ولا يزال خميس الحلاوة بعاداته وطقوسه وشعائره يشكل أحد أهم الاحتفالات ‏بحمص حيث بقيت مراسم الاحتفال قائمة من جيل الى جيل كما يعتبر هذا الطقس الاحتفالي من أكثر الطقوس الشعبية في حمص لتصبح تلك الحلويات الشعبية الممثل الأبرز للهوية الحمصية.